( رصيف الوحدة)
احتسي خمر وحدتي ،وأتأمل أمواج حياتي المتقلبة،
وانقب عن طيور سعادتي،فلا أجد سوى غربان الوجع،
تنعق من بعيد،وصوتها يتعالى رويدا رويدا ،وكأنها رسالة تحذير
تقول فيها :
"لا فائدة من انتظار غريب على ميناء الرجاء،فالجميع راحلون
بلا استثناء".
الكل ينجذب للبدايات و يفترش زهور الود ويناجي قمر
المحبة من أجل حديثٍ للقلب،لكن سرعان
ما تتساقط أوراق الاهتمام وتحل لعنة الخريف على كل
العلاقات،فتتجمد أطراف المودة وتعجز عن بث الدفء
في الاجساد،وتلفح شموس الحيرة مناطق العشق ،فتصيبها
بالجفاف،ونجد قائمة بالاعتذارت وأخرى بالعيوب
والسيئات ،وكأن عيون الهوى كانت كفيفة وصارت مبصرة.
نشكر تلك العيوب التى مزقت حبال استقرارهم بموانئ عشقنا
وتلك الظروف التى ابعدت سفن حبنا عن أعاصير ظنونهم ،
فخير لنا ان نفترش أرصفة الوحدة ،على ان تتقاذفنا رياح الوهم،
يا ليتهم يعلمون أن قلوبنا حصدها المرار،وضرب بطرقاتها سيول العناد،
فلا طاقة لارواحنا على نسج خيوط الوصال بعد أن ترهلت من كثرة البعاد.
فلا سلام على من استهلكونا فاهلكونا في جب السهاد.
#هبةحامد#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق