فاطمة السنوسي تكتب:
(كل إلى زوال)
حين أركب بحر الخيال
بسفينة الصدق والآمال
لا أكون أبدا ناقصة عقل أوبال
حين أبحر مع الحيتان
وأتجرع الملوحة واللجاج
وأعشق طيب زهرة النارنج
وأهيم بعبقها
أكون بين سماواتي والثلج
أكون متأججة العتم
أكون باسقة الأوج
تتقاذف مراكب الخيال
عتمات الدروب
وتلبسها هيبات الوصال
وتفهمني الخطوب
لكثرة التردد والهبوب
تعشقني رواسب تعرية القلب
وتخسفني هبات الصبا في الحب
فتتفتقني نجوم الليل
وهجا، نارا حارقة
من عمق الحب
تتصاعد بقوتها
تتسابق في كيها
تحرق وتحرق وتداوي
ثم تجدد الحرق
حوارات وحوارات
ولا نتائج للخلافات
كل الدجى منتشر
وكل العتم ظلام
وكل حلكة سواد
وكل هاجس في سلام
تتوقد عيوني نارا
يضفئها ويغرقها في سهوها
ويشعرها بأن الدرب الطويل
فيه ألغام مدسوسة
فيه هتافات
وفيه نقاشات
ولا للأعلام المنكوسة
تشرق الشمس على بحور
بلا أمواج
بلا شواطئ
بلا فجاج
تكتبني حروفي لألا تنساني
سطورا
عبورا
وذكرى
لا غرورا
أنادي لغتي بين ضفتي نهري
ألا لا تتركيني
هنا في قهري
ألا ارحميني بسلاسة الفكر
ألا ضميني لصدفاتك الدرر
ألا أنت البحر
والنهر
وكل الجزر
ثم أبحث عن البحر فأجده
قد رحل
أبحث عن الموج فأجده
قد كلل
أبحث عن النهر فماؤه تلجج
وصفاؤه تأجج
وعذوبته وخريره
قد سافرا إلى هناك
حيث الذكريات
أسأل الأشجار الراحلة
إلى المستحيل
أن امكثي معنا
فأنت ظلالنا
فتجيب راحلات..راحلات
وللطيور معي آخذات
أسأل أمسنا
أين نحن ؟أين أنا؟؟
تجيبني همسات ثملات
من التغني بالشعارات
لا تقلقي فحتى أنت من الفانيات
سيزورك الموت ولروحك من القابضات
فلا تحزني على شيء كل زائل
وأنت من الزائلات.
بقلمي فاطمة السنوسي
الجمعة، 5 أكتوبر 2018
كل الى زوال بقلم فاطمة السنوسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق