الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

برد الذاكرة الشاعر د.فارس الحاج جمعة

برد... الذاكرة
تجلس وحدك... حبيس نفسك.
الكل يبحث عن تأشيرة مرور لكلماته.. وأنت تبحث عن قناع لصمتك!.
تريد أن تحقق المستحيل... الممكن!.
ماذا تنتظر.. أن تنطق الجدران أن يبيض وجه الليل... أن يسقط القمر في بئر.. أن يتحول الحبر إلى دم!.
تبدو كالثمار الجميلة دوماً... مرة الطعم.
تنسى أن تتذكر.. أنك نسيت أن تتذكر!.
ترى البحيرة.. امرأة مكتفة اليدين.. والنهر رجل يركض ألى حتفه.. إلى البحر!.
محكوم عليك.. ان تنتظر شيئاً لن يأتي!.
تذهب... ويبقى ظلك.
تدوي في الضوء الخافت... كانكسار مرآة مهشمة!.
تنفق عمرك كالسنابل التي تأكلها... الغربان.!.
تحولتك بشرتك.. إلى ورقة صفراء..أشبه بأوراق الكتب القديمة.. لم يعد يقرؤها أحد..
أوكورق مسودات الدفاتر التي مزق منها العشاق صفحات رسائلهم ثم ألقوها في موقدة الذاكرة!.
تصمت... وصمتك.. أقوى من دوي القنابل!.
تمزق الصور.. كما تمزق المدن صور.. عاشقيها.
تصطف العاشقات وراء بلور عينيك.. وقد محت الشتاءات ملامحن المصبوغة بأحمر الشفاه.
يضبطك القمر... متلبساً بحزنك.
تغلق النافذة... على دفء الذاكرة!.
تحاول أن تستعيد ولو قبلة من الشفاه المجرحة بالزمن.. دون جدوى تلثم الزجاج المغشى بالدموع.
تغلق عينيك... تلملم صور الوسادة.. وتعود أدراجك... إلى نفسك!!!.
بقلم: د. فارس الحاج جمعة   حقوق النشر محفوظة للكاتب  ولاتحاد الكتاب العرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق