الاثنين، 16 أبريل 2018

نزاع الروح الشاعرة ساره احمد

نزاع الروح
في هذه اللحظات .. وأنا أنتزع حبك من صدري .. وأنا أطعن كل ما في داخلي اﻻن .. أصبح البكاء كما الضحك .. الحزن كما الفرح .. أهزأ من مشاعري إن أنا استعملت هذه التعابير .. فﻻ البكاء وﻻ الحزن سيعبران عن هذه المعاناة .. جميع قواميس الحزن هزيلة ضئيلة .. ﻻ تفي بالتعبير أمام هذا الصراع .. أمام هذا العناء .. هل تعلم معنى أن أتوقف عن حبك .. أن أفصلك عن ذاتي ؟
معنى هذا أن أتبرأ من كل ما في داخلي .. أن أجرد قلبي من اﻹحساس .. أن أجفف عروقي من رحيق الحياة .. أن أقتل اﻷمال وأسحق اﻷحﻻم .. ثم أطالب النفس باﻹستمرار .. وهذا طبعا محال .. وهو المحال الذي يأتي بعد اﻻمل في أن يكون هناك مجال .
ليس عجيب أن يقسو علينا اﻵخرين ، أن نظلم منهم ، أن نعاني من اضطهادهم ، وإذا ما حدث منهم ذلك فإننا نستطيع أن نقاوم نتظلم ، كما يمكننا أحيانا أن نلتقط أنفاسنا من جبروت اﻷخرون ونصبر النفس على ما أصابها من الضير .
ولكن حينما تكون انت الجزار وأنت الذبيحة .. أنت الحاكم وأنت المحكوم عليه .. أنت الظالم وأنت المظلوم .. فكيف يستطيع هؤﻻء اﻷضداد جميعا أن يكونوا في هيكل واحد ..؟! في جهاز عصبي واحد .. في دورة دموية واحدة .. تحت جلد واحد .. في جسد واحد ..؟!
هذه هى قسوة القسوة .. ويأس اليأس .. وظلم الظلم .. حتى النفس ﻻ تستطيع أن تحنوا وتخفف من مصاب الذات ..ما أصعب أن تكون أنت ذاتك ونفسك أعداء .. ما أصعب التعايش مع هذا الصراع ..هذه اﻷضداد ..
" عجبا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده "
ساره أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق