الثلاثاء، 3 أبريل 2018

متعثرة اليدين بقلم الشاعر وليد.ع.العايش

_ مُتعثرة اليدين _
_________
مُتأسفٌ أنا ... مُتأسفْ
فقدْ مرَّ الخريفُ دوني
كنتُ أنتظر أنْ أُدثِرَهُ جُفوني
وأعتنِقُ كلّ الدياناتِ السماوية
قبلَ أنْ يَحُطَّ الشتاءُ رِحالهُ
أنوي أنْ أكتبَ رسائلي إليكِ
إلى أمّي، إلى وطني, إلى قريتي
التي تقطنُ مدائِنَ عِشقي، وحَلْقي
أُشْعِلُ النارَ في بقايا جروحِ الحطب
بِجُثّةِ أبي لهبْ، وجُثّةٍ مجهولة الهويّة
أُطفئُ كلّ نيراني في ... ناري
فقدْ طالَ زَمنُ رحيلي، وانتظاري
أكتبُ على الحائطِ
المُتبقي في جسدي، اسمي، واسمك
وتصريحاتُ كلّ مَنْ عَبرَ
بزوارقِ النداءِ الأخير
أرسمُ مقاهٍ مازالتْ عالقة
على ثغري، بِقهوتِها، وشايِها
وبعض نبيذها العربيّ
أداعِبُ شفتي حبيبتي
قبلَ أنْ أحتسي النومَ
صغيراً كنتُ يومَها ، أثمرَتْ وجنتاي
فتاهتْ في الدربِ بقاياي
تساءلتُ أينَ سافرتْ رؤياي
أينَ مُكعباتُ الثلج التي أهوى
أينَ ثغورُ النساءْ ... لِتفعلَ ما تشاءْ
في جسدي المُنتشي بموتٍ
لمْ يعدْ إليَّ مُنذُ أنْ، رَحلْ
مُتأسِفٌ أنا يا أماه, يا وطني
يا بيتي الصغير, يا طفلتي المُتعثِرةَ اليدينْ
كنتُ أحلمُ بأكثرَ مما يجبْ
لا أدري إنْ أرهقني التعبْ
أو زارني طيفُ سُقراطَ بِما قالَ، وبما كتبْ
مُتأسفٌ ... أنا مُتأسفٌ، يا كُلكمْ
فهُنا دارتِ الحربُ في صدري
وهُنا التاريخُ يكْتُبهُ ... الكذبْ ...
_______
وليد.ع.العايش
26/3/2018م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق