الثلاثاء، 17 أبريل 2018

في غدك الأمس أجمل بقلم الشاعرة نجلاء عطيه

في غدك ، الأمس، أجمل
هكذا أنا كثير الحنين
لزمن بديع
مع أمي
لنومي الهادئ
على حكاية منتصف
الليل
بصوتها العذب
من ماء وثلج
وضحكات أركان بيت
صغير  مشيد
من طين
وحب
وقبلة وعناق
وأغنية
تشرق من وجه
أمي
لتصير هي لحن
الصباح الجميل
للطفولة
على أرضي 
حين أصير يا طفلي
ماضيا
ستحبني أكثر
وتشتاق لي أكثر
وتتذكر كلماتنا
البسيطة
وترددها 
في كل حين
أمام الجميع
بوجع
المعنى الحاضر
الغائب
ستحن
للنوم دون خوف
والضحك بصدق
حينها ستعرف
كم كنت طفلا
وكم كنت عابثا
وكم كنت مشغولا
عن رائحة أيام
ستكون بعد
أن تمضي
إكسير حياتك
حين أصير
ماضيا
ستقف أمام
النوافذ المغلقة
بالحديد
وتحاول فتحها
لكنك ستفشل
ولن تجد سوى
ثقب بالذاكرة
تدمنه كل صباح
وكل مساء
أكثر فأكثر
ستفهم أن الحاضر
حين يصير ماضيا
يصبح أجمل 
بلا شوائب
ولا أوجاع
ولا كذب
ولا نفاق
وكلما تتذكره
ستبكي
وتتمنى أن تنسى
وألا  تتذكر
بقلمي: نجلاء عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق