الخميس، 19 أبريل 2018

همسة نور بقلم الشاعرة نعيمة المديوني

***** همسة نور *****

أ جنون الحب اعتراني
أم سكون الموت ارتداني
يوم وقفتِ ببابي وسلبتِ كياني
عثرت عليكِ ياعطر أيّامي فجاد زماني
وبالوصال أغواني
ناديْت جُلّاسي
همست أيا خلاني
أشرقت أنواري وابتهجت قناديل أحلامي
وقد كانت منِيّتي على قاب قوسيْن من دياري
أيا خلاّني اشهدوا أنّ تاريخ ولادتي خُطّ بالتّبر والرّيحان
يوم ارْتسم طيْفها بين ساعة حلم وساعة احتضار
اشهدوا ياصفوة الأخيار
أنّ تراتيلَ الغرام فجّرت السّواقي وباتت رمزا لأشعاري
وأنّ أناملي عزفت أحلى الألحان على نهر خريره بسمة الأوطان
ارفعي يا أيّامي رايات الانتصار
بين الخمائل انفجرت ينابيع الحريّة
والحريّةُ مفخرة الأوطان
من تزيّن بردائها هابته بقيّة الأمصار
***************
على البساط الرّيان تعطّرت العذراء ترنو وصالا
يفديها بالرّوح فارس مغوار ويذود عنها الأسقام
من مات شهيد الغرام خلّدته الأشعار
واستقبلته مدينة العشّاق
بالضّرب على الدفّ ورقصة الأحرار
رُحماك يا خفقة تولّدت من رحم الإنتظار
أطربت كما المُدام في ثغر ابي نوّاس يتلو أشعارا
ككفّ الحبيب يخطّ بحنانه قصيدة بديعة القوافي 
وأنَّ قصيدة أبهى من بَنان على شمعة غدت فتائلها نيرانا ؟
زغردت أشعاري وتزيّنت أسفاري
تعطّرت المواويل وسرّجت فرسانها
في الميادين سيوفا ورماحا 
وقع حوافرها أبهى من رقصة الغزلان
تجرّدي يا أيّامي من الأحزان
ألقي على جراحك رفيف الأحلام
الأنيسون يقتلعك من براثن الليل السّقيم وهجر الخلاّن
فوالله ما أضنك العيشَ غير البكاء على الأطلال
وما أفسد الأمم غير الشّجار والأطماع

نعيمة المديوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق