الاثنين، 2 أبريل 2018

بلا موعد بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

(  بِلا مَوعد  )

وَجَدتَها صُدفَةً بَينَ الزُهورِ تَجلِسُ

والجَوُّ مِن حَولِها تَرومُهُ   الأنفُسُ

يالَلجَمالِ  حِينَما بِهِ الجَمالُ  يَأنَسُ

إستَبرَقُُ  أحمَرٌ أو أصفَرٌ  ...  يَبسِمُ حَولَها

ومن الخَضارِ لَونهُ السُندُسُ

وزِرقَةُُ  تَغشاه  من عَبرَهٍُ توجِسُ

وجَدوَلُ ماءٍ يَسيل ...  ماؤهُ عارِماً لا يَنكُسُ

يالَسَلسَبيلِه هادِئاً في سَيلِهِ  مُنَسٌَقُ

كَأنٌهُُ  فارِسٌ يَسيرُ  هادِءاً ...  واثِقاً  ما بِهِ وَساوِسُ

يَرعى الرِياضَ مَرجَها

والوُرودُ في حَقلِها تورِقُ  ...  وكَذا النَراجِسُ

وَيَزدَهي وَردَها  ... وَزَهرَها  مع فِلٌِها يَأنَسُ

بَحرٌ مِنَ الجَمالِ ما لَهُ مْنافِسُ

وَجَدتُ غادَةً قُربَهُ الماءَ تَجلِسُ

دَنَوتُ مِنها بَرِقَّةٍ  ... أتَفَرَّسُ

يالَلجَمالِ حينَما في القُلوبِ يُغرَسُ

قُلتُ : يا صَباحَ الوُرود .. لِوَردَةٍ  في غُصنِها تَنعَسُ

قالَت : وَمِن ساعَةٍ …  هَل كُنتَ  أخرَسُ ?

قُلتُ : ألجَمَني الجَمالُ ... فَلَم أكَد  أتَنَفَّسُ

وفي مِحرابِهِ …  خاشِعاً أيبَسُ

قالَت :  أما  تُبالِغُ  في وَصفِكَ ...أيٌُها المُدَلٌِسُ

أجَبتها : بَل أنا في وَصفِكِ ... يا غادَتي مُفلِسُ 

لا يُطلِقُ القَولَ اللٌِسان  …   فأنزوي وأخنُسُ

ضاعَ مِنٌِي البَيان …  كَيفَ لِشاعِرٍ يَخرَسُ

ضَحِكَت …  وَلُؤلُؤٌ  مِن بَينِهِ العِنَّاب ... بَريقُهُ يَرقُصُ 

قُلتُ :  يا وَيحَها الزَنابِقُ …  والرَياحينُ  قُربَكِ تَيبَسُ

لا  تَجرُؤ    ... ولا هيَ تُنافِسُ

قالَت : وهَل تَستَمِرُّ …  واقِفاً  ؟

قُلتُ : أذهَلَني الجَمال …  وها أنا أجلسُ

وَبَعدَ ساعَةٍ …  أُطلِقَ اللِّسانُ … كَأنٌَهُ كانَ مُحبَسُ

فأسبَلَت لي جَفنَها ... فأستَنفَرَت رَغبَتي

يالَهُ جَفنَها حينَما يَنعَسُ

بِئساً لَهُ اللٌِسان …  لَو  قَليلاً  يَخرَسُ

يا لَها من فُرصَةٍ لأرتَوي  ... من عِطرِها ... بَل بِهِ أُغمَسُ

بقلمي

المحامي. عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق