جاءني الليل ...
مشتاقاً ...
يدنو إليَّ ...
يضُمُّني ...
يعانِقُني ...
يجتاحني ...
يُقَبِّلُني ...
يَشمُ عِطري ...
يعزفُ على أوتار ظهري ...
بدمعِ العينِ يَسبقُني ...
ودمع عينايَ تسرِقُني ...
بين أحضانهِ أنا ...
يَسُودُني ...
يَلُفُّني ...
كحيلٌ هنا ...
يحطمُ المسافاتِ بيننا ...
عيناهُ ذابلةٌ ...
أحداقهُ سابلةٌ ...
يقولُ مُسامراً يبكي ...
مشتاقٌ لِمَن يشكي ...
أعير مسامعي لهمُ ...
وأُخفي بي مواجِعُهم ...
ومن سكوني أُنصِفُهم ...
وبالهدوء أنا مَعَهُم ...
قاطعتُ حديثه بغتة ...
بالإستفهام والنقطة ...
أنا والله يكفيني ... !
مرار عشق يجافيني ...
عُدتَ إليَّ تُشغِلُني ...
بلحنِ الشوق والذكرى ...
وأنين الآه والفكرة ...
ألا يا ليل لا تروِ ...
حُقُولُ الحزن في قلبي ...
أخشى نموها عندي ...
وزهر الشوك في صدري ...
فَصَبَّ الليل لي كأساً ...
يُعيدُ مزاجي لي عكساً ...
بلا حزنٍ ولا بأسٍ ...
يُقلِّبُني بلا بأسٍ ...
من عَقِبٍ إلى رأسٍ ...
يودُ أن أُسَامِرهُ ...
من ألمي أُحاورهُ ...
ومع وجعي أُقامرهُ ...
ألا يا ليل إملأ لي ...
وزيد الكأس للألفِ ...
فلا سُكْرٍ ولا ثَمَلٍ ...
ولا حُلُمٍ ولا أملٍ ...
فآه الشوق تُوقظُني ...
ونار البُعدِ تُحرِقُني ...
ألا يا ليلُ والكأسِ ...
أراكَ تُقرِّبُ الأجلِ ...
من الأحزانِ والويلِ ...
أيا سيدي الأسمر ...
انظر لدمعي الأحمر ...
وجمر الصبر في جفني ...
أيا ليلٌ بلا قبسِ ...
تهاوى القلب والنَفَس ...
صُبَّ الكأس والكأسِ ...
فلا حَلٌ لذا اللَبَسِ ...
صُب الكأس للهوسِ ...
فلا تَغيير للنَفسِ ...
أنا والليل ما نمنا ...
ولا نامت مآقلنا ...
ألا يا ليلُ فالترحل ...
وعودَ بيوميَ المقبل ...
لعلي أعيد ذاكرتي ...
فمازلتُ متقلب ...
لبوحي إليك متهرِّب ...
ألا يا ليل فالترحل ...
فهذا اليوم كالحنضل ...
سقاني الكأس وتَرَجَّل ...
الشاعر محمود السلطان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق