الاثنين، 16 أبريل 2018

كنت يوما هنا بقلم الشاعرة سالي محمود

كنت يوماً هنا
******
منزل قديم
جدران متهالكة
صمت يغلف المكان
حجرات صغيرة هواء رطب
نافذة خشبية يتخللها ضوء الشمس
يمر عبر زجاج مزخرف
فراش مبعثر
مرآة تعكس صور مشوهة
صورة إطارها مذهب بالي
وجدار يحمل آية قرآنية
وصورة لفقيد بشارة سوداء
جدران تحمل ذكريات بعيدة
شرفةتطل على شارع ضيق
رائحة الزمن تملأ المكان
البوم صور قديمة تحمل ملامح حبيبة
كانوا يوماً هنا
أرواحهم تسبح فى المكان
أصوات مبهمة ضحكات
شبح إبتسامة فى المرآة
مهد طفل يتأرجح يصدر ازيزاً خافتاً
لعب قديمة مبعثرة
معطف وقفاز ووشاح حريري
مقعد مهترىء الأركان
زجاجة عطر لا زالت تفوح رائحتها
مدفأة تشعرك بدفء المكان
على الرغم من الرطوبة
التى تعبىء كل ركن
ذرات غبار تهمس ترسم أشكالاً
تبثنى حديثا يوقظ فى قلبى انيناً
غرفتي القديمة
مروحتي  مصباحي
ودفاتر اشعاري
مصحفي ومسبحتي
ورائحة الذكرى
الم يغوص فى الأعماق
راحة افتقدها منذ رحلت
منذ رحلوا عني
غربة تتوغل داخلي
تغيم ملامح المكان فى عيني
امتلىء دموعاً تفيض فتغرقني
تحرقني تذيبني
أتوحد مع الجدران
أتهالك فى ركن قصي
أتبخر.. أتلاشي.. أزوي
تبهت ملامحي فى المرآة
أبعث من جديد فى كون اخر
صورة قديمة فى إطار مذهب
تحمل شارة سوداء
كنت يوما هنا
ولا زلت....
******
سالى محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق