السبت، 28 أبريل 2018

الحزن الدفين بقلم الكاتبة / زكية أبو شاويش

الحزن  الدَّفين_______البحر : الكامل  المقطوع
الرُّوحُ  ترقُبُ  سُرعةَ  الأيامِ___من  عمرنا  تُفني  وبالإقدامِ
وتطيحُ بالجِسمِ المُعنَّى خِلسةً___ لتَطيرَ صوبَ مُحقِّقِ الأحلامِ
في جنَّةٍ فيها  الخلودُ مُفرِّحٌ ___ لا خوفَ بعدَ البعثِ من إبهامِ
يا ربِّ قد ذابت حشاشةُ مهجتي___وسئمتُ ما عانيتُ من آلامِ
..................
هذي الطُّيورُطليقةٌ في جوِّها___ رزقُ الكريمِ  مُلاحِقٌ كهيامِ
في شاطئِ الأحلام تاه  مُؤملِ___ بتأمُّلِ الأطيارِ ... والإنعامِ
إنَّ البِحارَ بها كسحرِ مُراهِقٍ ___ مُتَقلِّبٍ في  ساحةِ  الأوهامِ
حامت نوارِسُ فوقَ رأسٍ مُثْقَلٍ___ بالفكرِ والأحلامِ  والأيامِ
...................
تلهووتمرحُ حولَ من دحرت___ دنيا الخلائقِ من ذوي الأرحامِ
ظُلمٌ وقهرٌ وانتقاصُ  كرامةٍ ___ لا  ما  تناست  جوقَةَ  الإفطامِ
في البُعدِ تَرسُمُ جنَّةً وعروسَةً___لاعيشَ في صبرٍ مع الإصرامِ
يا بحرُجئتُكَ والحياةُ  تَشُدُّني ___ أملاً ... بتغييرٍ ...  لِكُلِّ  مقامِ
.................
لا لن يدومَ الحزنُ في قلبٍ خلا___من وهمِ عاصِفةٍ كحُلمِ مَنامِ
هذا  الجمالُ  مُفتِّحٌ  لصدورنا___ من  بعدِ  ما ألقى بِكُلِّ غَمامِ
في  قعرِ  هاويةٍ  لموجٍ  ثائرٍ___ قلبت  قراراً  مالَ  للإعدامِ
إنَّ  الحياةَ  جميلةٌ  سأعيشُها___ وبدونِ مَنْ ردَمَ الوعودَ بعامِ
...................
لا عاشَ في قلبِ الخيانةِ حارسٌ ___للعهدِ  إن أبقى  لهُ  كصيامِ
فلتسقطُ  الأحلامُ ، لا  بِمُغرِّرٍ ___  ثقةٌ  تُكلِّلُ  صبرنا ... بِمَرامِ
صَلِفٌ  يُحقِّقُ  بانتقاصٍ  عِزَّةً ___ فوقَ الَّذي ما هانَ من أورامِ
مرضُ  العقولِ بلا  شفاءٍ إنَّما___ مرضُ النُّفوسِ يُجَبُّ بالإجرامِ
................
لو كنتُ أعلمُ أنَّ حُزنَ  فؤادِنا___ يشفي  جراحاً  إن  بدا لمُضامِ
لحفرتُ  قبراً  للغرامِ  وأهلِهِ ___ وعلوتُ عن نبضٍ من الأسقامِ
وصحوتُ قبلَ النُّومِ في غفلاته___وطردتُ ما قد راقَ مِن أنسامِ
لكنَّها  عينُ  المُحبِّ  يسوقُها___ من غيرِ رؤيا عاصِفُ  الإلمامِ
..................
ذاكَ الجنونُ على العيونِ غشاوةٌ___ والقلبُ  مُنساقٌ  لِكُلِّ هُمامِ
والآنَ لا بطلٌ سوى من يعتلي ___حِقداً يوسوسُ للجوى بحرامِ
ودعاءُ  مكلومٍ  يُزلزِلُ  هِمَّةً ___  للشَرِّ إن  يطغى   بلا  إبرامِ
ها  نحنُ  نسألُ  ربَّنا بتوكُّلٍ ___ نرجوالنَّجاةَ من الهوى والسَّامِ
...................
إنَّ الجراحَ لها شفاءٌ قد يرى ___ بتراً  لأعضاءٍ  بلا  إرغامِ
ربٌّ  كريمٌ  لا  بغيرِ قضائِهِ ___تُهدَى النُّفوسُ وتنتشي بدوامِ
صلَى الإلهُ على النَّبيِّ حبيبِنا___ ما زاغَ عقلٌ من هوىً لخصامِ
صلُّوا عليهِ أحبَّتي وترحَّموا ___ ماتَ الغرامُ ومن غوى بسلامِ
...................
الأحد  6  شعبان  1439  ه
22  إبريل 2018 م
زكيَّة  أبو شاويش _أُم  إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق