الأربعاء، 18 أبريل 2018

حديثي مع البحر بقلم منى البروس

حديثى مع البحر .....اشتاقت نفسي إلى البحر فزرته ...وقفت على حافته أنظر إليه
استقبلني بترحاب ااااه كم أحب الجلوس على شواطئك و يزداد حبي لك في هذا الفصل خريف الشتاء ...أعلم يا بحر أنك في الخريف تحزن كما أحزن أنا و تبكي و تنتفض و تزمجر كما أبكي و أنتنفض أنا تلقي بما في جوفك من بقايا كما ألقي بأوزاري أنا
تكون أكثر ما تكون قويا حينما تتخاصم مع نفسك و تأكل أمواجك بعضها بعضا
فترتطم كالجبال العاتيات على الشواطىء الهادئة فتصير زبدا لا قوة فيك و لا ضرر
إنك كالرجل الغاضب المجروح المتألم حينما يضع رأسه على صدر أمه فتربت عليه فيهدأ كما تهدأ الطبيعة....أو كالذي تأخذه حبيبته بين يديها تحتضنه و تلفه فيصير حملا وديعا و تهمس في أذنيه بهمس الحب فتتلاشى آحزانه....و تدندن على أسماعه بترانيم الوجد فتهدأ جوانحه و ينام نومة الطفولة و يحلم أحلام الملائكة....إنك يا بحر بين قوة و ضعف و بين جبروت و إنكسار و إنني أنا بين قلب طائر و روح خفاقة و بين إرادة مشلولة و قيد في اليدين ما أروع أن أشتكي إليك إنك تسمع أنيني و ترثى لشكواي فخذني بـمدك إلى افاقك وأَعدني بجزرك إلى أعماقك واكشف لي عن خباياك و أسرارك فأنسى ما أَلم بي فأنا بحاجة إليك و يمتد بصري في سحر زرقتك فتذوب روحي و اتلاشى فيك و في هذا الإستغراق النفسي و في تلك النظرات المترامية تولد صورة من رحم سراب الماء اللامع في ذلك الأفق البعيد من أعاليك تتقارب كفلق الفجر من وراء العتمة و تتسرب كأشعة الشمس من بين أشجار الأكمة تتقارب أكثر فألمحها فإذا هي أنتى إنها بالفعل أنتى ...فتـنسرب أخيلتها التي أعرفها إلى أعماق قلبي فتأخذ مسارها في عروقي  فتصير غذاءا تحيا به المشاعر وأسأل البحر ... و اقول له أترى أين هي الان ؟
خاطرة ....منى إلبروس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق