السبت، 28 أبريل 2018

أنت وهم الشاعر عبد الزهرة خالد

أنتِ … و…هم
——————
لوّوا رقابهم
عندما رأوني في معبدِ هاروت ،
مصباحُ السحرِ يتوعدُ فانوسَ القراءةِ بنفيرٍ حي ،
يصدحُ الصمتُ في سِفْرِ العشقِ كلّما طلّ هلالُ الغرام
يتلو سطورَ الهمسِ
بهدوءٍ خافتٍ أمام مراهقتي التي شاخت على أعتابِ النضوجِ 
بمشيبِ الجنون ،
ممدودٌ أنا فوق سياجِ انتظاري
أنزعُ غبارَ السماءِ بأظافرِ الشمسِ ،
تتراجعُ نحوي خطواتُ الماضي الكسيحة
خطوةٌ تجرُ خطوةً
كأن وجهكِ المستترُ خلف أضلاعي
هو الحوذيُ يسوقُ العطرَ
على عربةِ الأزهارِ
بيده سياطُ اللونُ الثابتُ
ليصلَ إلى عبثِ أشعاري ،
أنفاسكِ تابوتُ سكينةٍ يحملني إلى ترابِ الموت
لأعيشَ مرةً أخرى من حمإٍ مسنون ،
نطفةُ الخلودِ تقتربُ إلى دكةِ الاغتسال
فيها غُسِل الجمعةِ والتوبةِ معاً
من طعمِ الصيدِ وكفِ الصيّاد ،
تعلمتُ من نغمةِ الفخِ أن أكونَ فريسةً للأقدارِ
ومن جناحِ الخرافةِ
أنّ السقوطَ هينٌ فوق تلالِ اليقظةِ
بشرطِ ألا أميلَ عن الهيام .
يا فاتنةَ العمرِ
تعالي في زمنِ الموجِ الذي يعاني من عسرِ الضفة
تعالي قبل أن تقطعَ الشفةُ أبراجَ الحظِ بسكينِ القبلة
جربتُ مراراً
شعرةً تلو شعرة
رمادية ، سوداوية ، كلّ احتمالاتِ الألوان
أصبغُ القوسَ بريشةِ طيفكِ القاني
فينفلتُ الغيثُ من كومةِ السحابِ
إلى … أن يأتي الشتاءُ الأصلعُ الذي يحملُ حذاءهُ المثقوب
ويصطدمُ بفكرةٍ طائشة جنبَ صقيعٍ تائه
كانَ ندائي وسطَ الرّيحِ العاتية
في يومٍ نحسٍ
يفك أزرارَ ردائي
لأضمكِ
دفئاً ، ذخراً
ياقوتا أحمر ليوم فاقتي
عندما يسألوني عنكِ في برزخِ الفراق
أنا الوحيدُ أرسمُ عيونَ الحلولِ على وجوهِ جروحي
لكنهم إلى الآن لن يقنعوا
بأنني متّقدُ بأعوادِ الغياب
عسى ما قنعوا بالدخانِ والرماد …
————-
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٨-٤-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق