من يحمل الراية من بعد محمدبقلم الكاتب /عماد الدين التونسي

**من يحمل الراية من بعد محمد..!؟**
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
وقرون الشيطان...!
تطول...جرعات...!
تداهم الغافية..!
وتغتال الرسومات..!
دببةو عصافيرو زرافات..!
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
وسنفونية النوق..!
تطوّق..!
بالدم القاني...الأعناق..!
وتذبح...غزﻻن الأشواق..!
على عشب الأهداب..!
وتبعثر...ريش الأعمار..!
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
وغبار طحين الجدران..!
يغمر الشعر الذهبي الخفيف..!
ليغدو...لحافا ثقياﻻ..!
جاث...على صدور..!
من لم يحسنوا...تهجئة الحياة..!
من لم يشتمّوا...رائحة الليمون..!
من لم يقطفوا..."نوّارة" اللوز البيضاء..!
ولم يفاوضوا... "زهرة" الكرز ...!
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
والشروق...يفتقد..!
الزائرين..!
وحلقات...المتنزّهين..!
من إصطفوا..!
سطورا...بيضاء..!
في الدفتر الأسود..!
والحديقة...تفتقد...!
الضحكات...والقهقهات..!
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
والثرثرات...والغفوات...!
تلوّح للريح...مودّعة..!
الجفون...النائمة..!
من إتكئت...على سيقانها..!
من إفترشت...بساطها..!
من علقت...أحلامها..!
على أغصانها الصامتة..!
من داعبت...ظل أوراقها..!
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
وهذا الصبح...!
موجع...!
كخوخ...بشكل الرصاص..!
موحش...!
كمشمش...بطعم الدمع المالح..!
وغريب...!
كلوز...برائحة المجاري...!
لا حلاوة في عروق...!
قطفتها...صراصير الصراعات..!
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
ولمن يزهر...هذا الربيع..!؟
ومن...يرعى "براعمه"..!؟
ولمن تزدهي...كروم العنب..!
و تبوح...بحصرم الألم..!
وفي قلبها...عناقيد "عتب"..!
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
والعيون...!
نصف مفتوحة...على الحياة..!
ونصف مفتوحة...على الغضب..!
لا شيء يستدعي النجاة..!
فالسيقان...بترت...!
والأغصان...كسرت..!
والدراقي الموسمية...سقط..!
كل الأشجار...محمد..!
كل الأطفال...محمد..!
ومحمد...في ذمة الل..!ه
ومحمد...في "المهجر"!!!
ومحمد...بذرة كمثرى...!
تطل من جديد..!
من يحمل الراية من بعد محمد..!؟
والجسد...تحت الردم..!
والقدم...إلى أعلى..!
والرسالة...مكتوبة بالمقلوب..!
تتوعد...: قدمي..!
أعلى...من رؤوسكم..!
ستمطر الدنيا..!
وستكبر قدمي..!
وستطول...
وتطول..!
لتطأكم جميعا..!
هي...إسرائي..!
نحو الوطن..!
وهي...معراجي..!
نحو الحرية..!
هي رايتي...وأنا حاملها...!!!!
**عماد الدين التونسي**