الثلاثاء، 3 أبريل 2018

خوفا عليكم من الإعصار بقلم الشاعر المنجي المصمودي تونس

🏊‍♂️خَوْفًا عَلَيْكُمْ مِنَ الإِعْصَارْ.

هَلْ تُرَى أرْوِي عَلَيْكُمْ مِنَ الآنَ قِصَّتي
أَمْ أَنْتَظرْ
هَلْ أَتَمَهَّلُ حَتَّى تَعْتَذِرُ عَنًْ كُلِّ مَا
عَنْهَا صَدَرْ
أَمْ أَمْحُو ذكْرَياتِي
وتكونُ أَحْلامِي سَحَابَ صَيْفٍ ولَّى
وانْدَثَرْ
أحْبَبْتُهَا عَشِقْتُهَا احْتَوتْنِي وكُنْتُ
فِيهَا أَنْصَهِرْ
ثُمَّ هَا هِيَ لَمْ تَفِي
فتاَهَتْ أَشْعَارِي كَمَا نَاءَتْ الأْوْرَاقُ
عَنِ الشَّجَرْ
وَسَكَنَ اللَّيْلُ وفِي سكُونِه تسْتَيْقِظُ أَحْلامِي
للسَّهَرْ
ويُغَازُلنِي طَيْفُهَا أُتَصَيَّدَهُ فَيَخْتَفِي كَضَمِيرٍ
يَسْتَتِرْ
أَفْقِدُ الأَمَلْ
والدَّمْعُ أَسْوَدَ يَنْهَمرْ
وفجْأَةً
لَحْظَةً منْ فَضْلِكْم
أتَرَحَّمُ عَلَى كِبْرِيائِي وكِبْرِيائِهَا
وَأَرْوي مَا عَنْهَا صَدَرْ.
هَاهِيَ فَجْأَةً تتَحَدَّانِي
تتَحَدَّى الأسْوَارْ
وَأَيُّ أَسْوَارْ
أَسْوَارَ مَمْلَكَتِي أَناَ
أَنَا ذُو الْكِبْرِياءِ والإِعْتِبَارْ
دُخُولٌ قَسْرِيٌّ دُونَ
تَأْشِيرَةٍ ولا اعْتِذارْ
وَهَا هِيَ تتَحدَّى قَهْوَتِي
بلَظَى عطْرِهَا
فَتَرْغُو وتَغْلي كَأَنَّهَا منْ جَدِيدٍ
عَلَى نَارْ
وَهَا هِيَ تَجُرُّنِي عُنْوَةً إِلَى رَقْصَةٍ
نُصَاحِبُ سِيمْفُونيةَ
مُوزَارْ
وهَايَ هِيَ تَفْتَحُ قَارُورَةَ عِطْرِي
وتَسْكُبُهَا عَلَى صَدْرِي
وقَلْبِي يَخْفِقُ لِلْجِيتَارْ
وتَدُوسُ عَلَى شَمعَتي الْمُخْتَنِقَةْ
وَعَيْنَاهَا تُشْعِلُ الأَنْوَارْ
دخَلَتْ عَاصِمَتِي
فَتَمَضْمَضَتْ بِعِطْرِيَ المَسْكُوبْ
واغْتَسَلتْ منْ دَمْعيَ المنْكُوبْ
وماَرَسَتْ جُنُونَهَا في مُحِيطِ
رُضَابِيَ المَكْبُوبْ
بَعْدَ أَنْ تَرَشَّفَتْ قَهْوَتِي
وقَلَبَتْ فِنْجَانِي
وَأَلْقَتْ بِفِنْجَانِيَ المَقْلُوبْ.
عُذْرًا أَحِبَّتِي
عُذْرًا
عَنْ حُبِّهَا أَبَدًا أَتُوبْ
مُجْبُرٌ مَعَكُمْ عَلَى الإخْتِصَارْ
خَوْفًا عَلَيْكُمْ إِنْ واَصَلْتُ
أَنْ يَجْتَاحَكْمْ
كَمَا اجْتَاحَنِي الْإِعْصَارْ.

المنجي المصمودي
صفاقس/تونس
٢٩-٠٣-٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق