الجمعة، 27 أبريل 2018

لوحة بلا عنوان بقلم الكاتب / رابح بلحمدي

لوحة بلا عنوان
*************   بقلم: رابح بلحمدي البليدة الجزائر

اجلس على رصيف الحياة
 وموجها يلقي الحطام
خشبة مسرح الواقع
كأننا في عصر الرومان
في هوائها الطلق
عارية بين الخيام
أتأمل ذاتي تارة
وكل الذوات حرة بلا خطام
صفارة الشرطي تدوي
بلحن واحد
منذ ان اخرج والدي
أعجميا مستعمرا ابن اللئام
وورثه في مفترق الطرق
ابن خالتي اهل الشيام
لإقرار عدل المرور
عدل المرور منع الخصام
غرامته يمكن أن ترد
 بكفالة أحد الاعيان
من ذوي المال أو الجاه
 أو حريم السلطان
صخب السيارات يزداد
طفل يجرُّ محفظته
و بعد الميعاد
 يحرق ما فيها
كتبا وكراسة
تطهرًا من اثمها
عطله كثيرة بالاعداد
تحج اوراقه  البيضاء
مع الرياح كل المسالك
وذاك مراهق بجد يلاحق
شيطانٌ في الغيِ انغرسَ
جميلة حالمة تتفانى
 وفي مشيها دلعٌ و غطرسَة
عجوز يتردد  متعثرا
وفي يده كيس خبز وعصَى
وعمال في انتظار الشحن
الى ورشة النوم  أو لمكنسَة
وخبير في شرطة
كلص يحترف الجوسسَة
أو  يداهن  ظالما غايته تلحسَ
ولص يقتفي أثر حقيبة
يريد نهبها  رأى لصا اكبر منه
 فرَّ منه جريا ثم توارى فتملصَ
وموظف في مكتبه سلطان
 يهوى الرشاوي والبزنسَة
ومتدين في الصلاة راكعا
ومع الناس و في خلوة ابلسَ
تاجرا ينهب الجيب
 وفي الغش افحشَ
ومعلم ترك الرسالة
وبالدنيا تمرغ  و تنجسَ
وذاك عند سارية  المسجد
يراقب اخوانه بنميمة
وغتبة   بمكره ارجسَ
وكل صاعد أو نازل
يغازل لاهثا  لغنيٍ
أو يصرف وجهه عن حبيب
 أو  رحم افلسَ
 و أحزاب ولوا شطرهم
لقبلة الحكام عزمهم
باعوا وإشتروا بمال بخس
دريهمات سيادة  و وطنا
وملك أو حاكم خان الرعية
فاخافهم  و خافهم فاوجسَ
ورعية مريضة تعطل عقلها
 بجهلها وبوارها تلبس
ومثقف معطل ينام في بلهٍ
قائما وقاعدا وقرفسَ
لم ينهظ للتغيير في دنياه ارتكسَ
وكأننا في سفينة مخرقة في اليم
توقف شراعها لريح انحبسَ
احاطها قرش وافعى وتمساح
يريد كل متسول أو من سقط
في الماء من سُكره  فانغمسَ
قمت اصرخ يا أمة يا أمة
ماذا دهاكم لكم تاريخ مجد
 وأرض خصبة لا تنتهي
وطاقة وذهب
وكل ما  ااحترق وانغرسَ
فيها الغنى فيها الدواء
 لكل هم ووسوسَة
فيها النجاة فيها السلامة
 بدرعها تترسَ
قام الجميع يلهوا في بزاقه
وقالوا مجنون هذا
تاه دعوه يهذي بفكره
فهذا مريض بالنرجسَة
ناموا  واغتنموا شخيرا
فالليل قد عسعسَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق