الاثنين، 2 أبريل 2018

الغزل في الشعر العربي للكاتب / سمير احمد

سمير احمد
خاطرتي
الغزل في الشعر العربي

الغزل تعبير عن النفس ،تجود النفس به بأرق الكلمات، وأجملها لتظهر حبا دفينا في القلب ،ويسمو هذا الحب
ويتعالى في فؤاد صاحبه ،فيهيم بالشعر معبرا وبالكلمة متنفسا ،والغزل من أهم أغراض القصيدة العربية ومن أركانها ولا تقبل القصيدة من الشاعر اذا لم يذكر الشاعر فيها غزله ، فكان الغزل مفتاح قصائدهم ،قال عنترة في مقدمة معلقته :
هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
يادار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي

وهو الذي يذكر عبلة وهو في الهيجاء ،والسيوف تتلامع فوقه فيقول ،في أجمل صورة في الشعر العربي :
ولقد ذكرتك والرماح مني نواهل
           وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
       لمعت كبارق ثغرك المتبسم

فلابد من السلام على ديار عبلة عند الشاعر .وتقبيل السيوف لانها تشبه أسنان عبلة في البياض ،،
أما امرؤ القيس شاعر أول معلقة يطلب من حبببته التمهل قبل القطيعة فيقول :
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
وإن كنت  قدأزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي
         وأنك مهما تأمري القلب يفعل

والمحبوبة ليست حقيقة عند الجميع .قد تكون وهما ، وقد تكوز حقيقة ،وانتشرت أسماء لديهم في الغزل مثل :
هند ،خولة ،أسماء ،بثينة ،لبنى،
هريرة،،
الاعشى لم يطق وداع محبوبته هريرة فيقول في أول معلقته :

ودع هريرة إن الركب مرتحل
وهل تطيق وداعا أيها الرجل
غراء فرعاء مصقول عوارضها
تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
فهو يصفها ،طويلة الجسم ،عريضة الأكتاف معتدلة ،تمشي بهدوء
وأجمل ماقيل في الغزل للشاعر جرير ،وهو شاعر كبير ،لم يعرف العلاقات النسائية ،ولم يعرف إلا حب زوجته ، ومع ذلك قال أجمل أبيات الغزل حسب قول النقاد :

إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يقتلن ذا اللب حتى لاحراك به
وهن أضعف خلق الله إنسانا

وهو الذي قال في زوجته بعد مماتها
لولا الحياء لهاجني استعبار
     ولزرت قبرك والحبيب يزار

وقد ورد الغزل على ألسنة الشعراء ولم نجد شاعرة تغزلت بالرجال من شدة الحياء ،،واذا شبب شاعر بفتاة عرف اسمها ،يمنع الأهل زواجها من ذلك الشاعر ويلاحقونه ليقتلوه ،،
الغزل باب كبير ،،أتناول البقية في موضوع قادم ودمتم ،،،،

سمير أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق