الخميس، 1 فبراير 2018

حنين بقلم الشاعر حسان يوسف

#حنين

أشـــمُّ عــطـرَ كـــلامِ الـثّـغرِ أسـمـعُهُ
رحــيـقُ أنـفـاسِـها سـاقـتْـهُ أشــبـاحُ

و طـيـفُـهـا لــظـلامِ الـلّـيـلِ يـقـشَـعُه
كـــأنّ مـقـلـتَها فــي الـلّـيلِ مـصـباحُ

أبــلّـلُ الـنّـفـسَ مـــن ثـغـرٍ فـأرشِـفهُ
رُضــابُـهـا لـصـمـيمِ الـــرُّوح نــضّـاحُ

سـفـينتي أبـحـرتْ و الـحّبُ قـائدُها
عــواصـفٌ لــشـراعِ الـقـلـبِ تـجـتاحُ

سـفينةُ الـحزنِ تـرسو فـي شواطئِنا
أنـــــا لأشـــرعــةِ الأحــــزانِ مــــلاّحُ

قـلـبي يـقاسي مـن الآهـاتِ مـنكسراً
فـمـا شـفـا الـقـلبَ مـن بـلواهُ جـرّاحُ

يـبـكي جَـناني مـن الاشـواقِ مـلتهباً
مـن قـبلِ ذاك الـجوى لم تبكِ أرواحُ

فـي مـهجتي نـارُ صبّي أُجِّجتْ وَلهاً
و فـي شـرايينِ روعـي الوجدُ يرتاحُ

و زفــرةُ الـحـبّ مـن عـينيَّ مـنبعُها
و صـوتُ صـبّي مـن الأنـفاسِ فـوّاحُ

و الـقلبُ يـشدو تـرانيمَ الـهوى طَرَباً
كــأنّـه عـنـدلٌ فــي الـعـشقِ صــدّاحُ

و يـعجزُ الـشّعرا عـن وصـفِ حـالتنا
وهــمْ بـفـهمِ الـهوى فُـحْلٌ و أقـحاحُ

عــن حـيّنا ذهـبتْ و الـقهرُ يـذبحني
مـن بَـعدِها سـكنتْ فـي الحيّ أتراحُ

كيف السّبيلُ إلى وصلِ الحبيبِ غداً
إنَّ الـحـبـيبَ بــهـذا الـهـجـرِ سـفّـاحُ

و الـبعدُ ذا مُديةٌ في الصّدرِ تَطْعنني
إنّ الــنّــوى لــوتـيـنِ الـقـلـبِ ذبّـــاحُ

و الـنّـارُ تـشـوي نـياطَ الـقلبِ تُـلهبُها
و دمـعـنُا مــن مـآقـي الـعـينِ سـيّاحُ

مـتـى تـعـودين يـا حـبّي و يـا أمـلي
عـــلّ الــعـذابَ بـهـذا الـعـودِ يـنـزاحُ

عـــودي إلـيـنا لـعـلّ الـعـودَ يُـفـرحنا
و تـعـتـلي شــرفـاتِ الــحـيِّ أفــراحُ

حسان يوسف ـ سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق