الخميس، 6 يونيو 2019

البحث في هدوء الطبيعة ل د. المفرجي الحسيني

 
الــبحث فــي هــدوء الــطبيعة
-------------------------------------
كنت أبحثُ عن الهدوء في مكان ما، طبيعة أخرى، بالتالي ستكون له خريطة أخرى للذكريات، كنت أنتقل بجسدي وعقلي بعيداً حيث أحيا من جديد، هذا يدفعني لأن أفكر في مدى العلاقة التي تربطني بالمكان هناك عشرات الاختيارات،  تصلح لأن تعيشها، وان قداسة الحياة والاختيارات
هي مجروح دوماً لا يقويها ، إلا الإيمان الشخصي بالفعل والعمل
اخترت أن أعيش في الصحراء،  هي نقيض ما أعيشه، اخترت هذا المكان البعيد،  لا لشيء سوى أنه بعيد ولا أتوقعه، لم أعرف الصحراء إلاّ ما حملته طفولتي عنها من صور، كنت أبحث عن خلاص ما مختلف، يمكنني أن أذوب فيه ويخفف عني الآلام، التي جثمت على صدري، في الحياة البدائية والمساحات الشاسعة، من النخيل وبيوت الطين، التي تبتلعها المساحات الشاسعة من الرمال وكثبانها، ذلك ما وضع أمام ذاكرتي مكاناً
أبعد من مكان ذاكرتي، التي بدأت من يوم ميلادي، نقطة ابعد منه أصبحت مشدوداً إليها، سيرة حياة أبعد من سيرة حياتي، تجذبني بهدوء وأشعر براحة ذلك، كانت رحلتي دون أن أدري، هل أواصل الحياة الخاصة، أمنحها بعداً وعتقاً حقيقياً ، لا سبيل للحصول عليها في جدران بيتي في المدينة، المدينة تصدر للإنسان إحساسا قاتماً، بأن نهاية الناس هنا
وسط الضجيج والصراخ والزحام وزحام السيارات، المدينة لا تمنحك أفقاً للتخيل والمشكلات، لا تجد لها حلاً وسط الرعب المكدس
أنا لا أفكر بالنهاية ولا أقصد بها الموت، لكن النهاية التي تضع حلاً للتذكر، كنت أريد أن أفقد حريتي المعتادة بالتذكر، في أي مكان غريب يتحول إلى متاهة، الصحراء بلا خريطة أمام الغريب عنها
لكن هناك من ينتظرك، أنه الفضاء المحمل بالتاريخ وليس الانتظار، الواحة في الصحراء انتظار مؤقت، حياة مؤقتة
لأن المكان خلق خالياً ويعود خالياً بين البداية والنهاية.
**********
د. المفرجي الحسيني
البحث في هدوء الطبيعة
العراق/بغداد
6/6/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق