الأحد، 28 يناير 2018

هديتي إلى من عاش معنا بقلم د.صالح العطوان الحيالي

هديتي الى من عاش معنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق -27-1-2018
نحن جيل المشي الى المدرسة ذهابا وإيابا طوال ايام السنة الدراسية  لمسافات تزيد عن 5 كيلو متر حفاة القدمين صيفا وشتاءا !!!
نحن جيل غنينا وفقيرنا سواسية جميعنا نذهب مشيا الى المدرسة وحقيبة المدرسة عبارة عن قطعة من القماش
نحن جيل اغلبنا امهاتهم وابائهم لا يجيدون القراءة والكتابة
جيل امتحان بالمنهج كاااااملاً من الجلد الي الجلد .. لا ملازم ولامدرس خصوصي ولا خيارات
جيل " اكتب القطعة ١٠مرات".. وحل المسائل علي السبورة امام الطلبة .. نحن جيل لم نكن نعرف ماهو الدور الثالث ..
نحن جيل النشرات الجدارية والنشاط الإذاعي والمسرحي والرياضي والمسابقات الثقافية
نحن جيل لم ينهار نفسياً من عصا المعلم وعقوبة الوقوف على رجل واحدة في زاوية الصف.. ولم يتأزم عاطفياً من ظروف العائلة ..
ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا .. ولم نبك خلف مربيات عند السفر ..
نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة .. ولم نشك من كثافة المناهج الدراسية .. ولا حجم الحقائب المدرسية .. ولا كثرة الواجبات المنزلية .. نحن جيل كنا من شدة احترامنا للمعلم وهيبته نبتعد عن طريقه ونسير في طريق اخر ..
نحن جيل لم يستذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا ولم يعلمنا أب أو أم أو أخ.. ولم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية ..وكنا ننجح بلا دروس تقوية ولا مدرس خصوصي.. وبلا وعود دافعة للتفوق والنجاح .نحن جيل لم نرى الراديو والتلفزيون ولم نرقص على أغاني السخف ..
نحن جيل لم نعرف الكهرباء ولم نستمتع بفوائدها
نحن كنا نٌقبل المصحف عند فتحه وعند غلقه . وكنا ننحني ونرفع اي قطعة طعام من الأرض لأن الأهل علمونا ان هذه نعمة من الله تعالى ..
نحن جيل كنا نلاحق بعضنا في الطرقات القديمة بأمان ..
ولم نخش مفاجآت الطريق .. ولم يعترض طريقنا لص ولا مجرم ولا خائن وطن .
نحن جيل كنا ننام  في فناء المنازل وفي السطوح.. ونتحدث كثيراً .. ونتسامر كثيراً .. ونضحك كثيراً .. وننظر إلى السماء بفرح .. ونعد النجوم نجمة نجمة حتى نغفو ..
نحن جيل كنا نحرك كفوفنا للطائرة بفرح .. ونٌحيي الشرطي بهيبة .
نحن جيل تربينا على المحبة والتسامح والصفح .. نبيت وننسى زلات وهفوات بعض
نحن جيل كان للوالدين في داخلنا هيبة .. وللمعلم هيبة .. وللجار هيبة .. وكنا نحترم سابع جار .. ونتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة ..
نحن جيل كان للاخ الكبير والعم والخال وكبير المنطقة هيبة ووقار
إهداء لمن عاش تلك اللحظات الجميلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق