الأربعاء، 31 يناير 2018

على الضفاف إلتقاها بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

(  علئ الضِفافِ إلتقاها. )

كانَ يَصطادها لِلغَزالاتِ في رُباها

في مَرابِضِها  ... في غابِها ... بِصَيدِها كَم تَباها

وجَدوَلُُ من عَذبِهِ الماءَ بارِداً

تَرِدُ قِطعانَها نَحوَهُ ... من مائِهِ بارِداً ... كَم سَقاها

والفارِسُ في إثرِها  ... تَخافهُ عَيناها

كَم جالَ بالقُربِ من رَوضِها ...  وحِماها

وغادَةُُ تَسكُنُ الغابَ ... صِدفَةً إلتَقاها

في  فَجوَةٍِ من غابِِها رَآها

تَسقي الوُرود  ...  فَيَخجَلُ وَردَها  ...يَندى عودها

والغادَةُ  تَحمَرٌُ  كِلتاهُما شَفَتاها

شاهَدَ قَصرَها ...  والحَدائِقُ تَتيهُ حَولَهُ

وعلى  ضِفافِهِ  هالَةُ منَ البَهاء..

نَهرُُ من الجَمالِ يَغشاها

من سِحرِها  ...  أدهَشَت خَيالَهُ  ... يا لَلُقياها

هَل ذاكَ مَنزِلَها  يالَهُ  مُترَفاً  ؟

أسطورَةً في الغاب من أشادَها وبَناها

هَل هو فارِسُُ في الناس ؟

ِأم أنٌَهُِ قائِدُُ  يَستَصغِرُ في نَفسِهِ  بَلواها ?

والَّتي في رَوضِها ... من يا تُرى تُراهاِ ?

يا لَها مِن فاتِنَةٍ  ... من شِدٌَةِ سِحرِها  وبَهاها

قالَ في نَفسِهِ :  هَل أُلقي عَلَيها التَحيَّة ?

وهَل تَرُدَّها عَلَيَّ ? أم لَعَلَّها شَقيَّة ? مَليئَة بالعَنجَهيَّة…

أردَفَ  قائِلا : تَماسَك أيُّها الفَتَى  لا تَكُن مُتَثاقِلا

ألقِ عَلَيها السلام  ...  هَيَّا تَقَدَّم لِلأمام 

أنتَ الفتى المقدام 

شَجَّعَ نَفسَهُ …  قَوَّاها

هيَّا…  فَأنتَ الفارِسُ هَل هذِهِ تَخشاها

ألقِ عَلَيها السلام…

قالَ :…  مَرحَباً أيَّتُها الأميرَةُ الجَميلَة

نَظَرَت إلَيهِ في إستِغراب

ودونَ أن تَرُدَّ الجَواب

سَألَت ... مَن أنتَ أيُّها المُرتاب ?

وكَيفَ تَقتَحِمُ مَجاهِلَ  الغاب ?

أما خَشيتَ مِنَ الذِئاب ?

أجابَها :…  بَل أنا أصطادها لِلمَها

أخوضُ المَخاطِرَ كُلَّها

تِلكَ الذِئابُ… ما شَأني بِها ...  لا أبالي بَها

هَل أخشى شَيئاً…  حينَها ?

قالَت : أراكَ لَم تَصطَد ولا غَزال…  أيُّها المُحتال ?

قال :  إصطَدتُها الغَزالَة ... رَشيقَة مُحتالَة

قالَت : …  وأينَ أخفَيتَها ... وَيحاً لَها ؟

أجابَها : إنٌَها  قُبالَتي …  ولَم تَرُدَّ عَلَيَّ السَلام

نَظَرَت إلَيهِ بإستَحسان … أعطَتهُ الأمان

بِبَسمَةٍ مِن ثَغرِها الرَيَّان

وداخِلَ قَصرها الرائِعِ الفَتّان

قَدَّمَت إلَيهِ  كأساً منَ الشَراب

شَرِبَ مِنهُ  إلى الثُمالَة ... خَمرَةُُ  مَمذوجَةً بالعَسَل

إستَرسَلَ الإثنان في الغَزَل

بَوحٌ…  وهَمسٌ…  و سَيلُُها القُبَل

ومِن خِلالِهِ الهِيام …  رَدٌَت عَلَيهِ السَلام

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية.   … ..     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق