الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

العاشقة بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي

(  العاشِقَة  )

تَعَلٌَقَت  في  حُبٌِهِ ... وَكَذا  تَعَلٌَقَ الأمَلُ

طِفلَةُُ  كانَت وقَد  حَسِبَت   أنٌَهُ فارِسُُ لا يُغلَبُ

وقَبلَهُ ... كانَت بأشيائِها  تَلعَبُ

لكِنٌَهُ  إحتَلٌَ مَلعَبَها  ...  وغَدا في مَشاعِرِها  يُجَرٌِبُ

كَأنٌَهُ  فارِسُُ لِحلمِها ...  أو عَلٌَهُ  من حِلمِها يَثِبُ

فَتارَةً  يَدٌَعي أنٌَهُ ( عَنتَرُُ )

وأنٌَها ( عَبلَةُ ) يَذكُرُ ثَغرَها في الوغى ... والسُيوفُ تَضرِبُ

والرِماحُ نَواهِلُُ ... كَما الجَيشُ يَضطَرِبُ

وتارَةً  إنٌَهُ ( قيسُُ )  ولَيلاهُ تَحتَجِبُ

فأوشَكَ  أن يُجَنٌَ بِها  ... يا وَيحَها العَرَبُ

وهِيَ  تَحارُ في أمرِها ... إن كانَ مُبتَعِداً

وتَحارُ  حينَ يَقتَرِبُ

تَزهو بِهِ  ... تُزَغرِدُ  ...  تَطرَبُ

سَلٌَمَت  لَهُ قِيادَ نَفسِها  ...

هَل يوثَقُ في شاتِهِ المِخلَبُ ؟

نالَ بُغيَتَهُ   ... وغابَ  ... قد شاقَهُ الهَرَبُ

يا وَيحَها الذِئاب  ...  حينَما  تَثِبُ

مَرَرتُ في الجِوار  ... وكُنتُ في أمرِها لا أعلَمُ

فأطلَقَت عَلَيٌَ كَلبَها ...  بِوَجهي يَزأرُ

قُلتُ :  إببعِديه   ... فأنا  فارِسُُ  أعبُرُ

قالَت :  أأنتَ فارِسُُ ؟  ... ياوَيلَكَ  ... وَتُخبِرُ ؟؟؟ !!!

أجَبتها : وما بِها ؟؟؟ !!!

قالَت :  فرسانَنا  ... قِطعانُ  ديبٍ  كَواسِرُ

أجَبتها :  وما الخَبَرُ  ... أبعِدي الكَلب  ...  أم لَهُ أنحَرُ

فأبعَدَت كَلبَها ... باللٌِسانِ تَأمُرُ

تَمتَمتُ  في شَفَتي ... قَد نجا بِعُمرِهِ ذلِكَ القَذِرُ

قالَت :  ماذا تَقول ؟ قُلتُ أختَصِرُ ... ما الذي تَخشينَهُ  ؟ !!!

وَشَكلَكِ  ...  هَل تَظُنٌِينَهُ مُبهِرُ  ؟؟؟ !!!

أطرَقَت لَحظَةً   ... ثُمٌَ قالَت : إنتَظِر ...

دَخَلَت كوخها تُزَمجِرُ  ...

فإختَبَأتُ  خَلفَ جِزعٍ  كَبيرَةٍ ... أنظُرُ

هَل سوفَ تُحضِر سِلاحَها  ... يالَهُ من مَوقِفٍ خَطِرُ

خَرَجَت من كوخِها  ملاكاً  تَخطُرُ

قالَت : وكَيفَ تَراني  الآن  أيٌُها المُثَرثِرُ

أجَبتَها : سُبحانَ مَن بَدٌَلَ  اللٌَبوَةَ بِمَلاكٍ يَسحَرُ

ضَحِكَت ... قُلتُ : في نَفسي لَقَد أغوَيتَها ...

وقَد مَكَرَت  .... وكُنتُ  مِنهاأمكُرُ

قَصٌَت  عَلَيٌَ شَأنَها  ... وكُنتُ أفتَكِرُ

وعِندَما ناقَشتها  ... هَدَأت  ... وإستَأنَسَت ...

بَل أوشَكَت أن تُسَلٌِمني قيادَها  ... وكنتُ أعتَذِرُ  !!!

قالَت : إنٌَكَ فارِسُُ .... والرِجالُ اليَومَ تَندَثِرُ

أجَبتَها :  وَتُعيدينها ؟؟؟ !!!

قالَت : أمرُُ مَضى ولا أراه  ...  يُكَرٌَرُ

أجَبتَها : وكَيفَ تَجزمين ...  أم أنٌَهُ القَدَرُ ؟

قالَت : أكسَبَتني الحَياةُ خِبرَةً  ... وهِيَ تَكبرُ

فأنتَ فارِسُُ والفارِسُ لا يَغدِرُ

قُلتُ في خاطِري  ... هيَ الٌَتي تُثَرثِرُ

وأنا فارِسُُ  ... في بَعضِِ حينٍ أُجبَرُ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق