السبت، 2 يونيو 2018

شابت رموشي بقلم الشاعر عبد الرزاق الرواشدة

( شابت رُموشي )

تجرجَرَ الليلُ جاء الصُّبحُ يطرُدُه
جيشُ النَّهار خُيوطُ الشَّمس تُسنِدُه

لمَّا تبسَّمَ فجرُ النُّور أيقظه
أوصى إليه أمينا لا يُشرِّدُه

يا ليلُ إنَّا سئمنا ما يُؤرِّقُنا
ألقيت فينا أنينا أنت مورِدُه

ماذا تقولُ إذا ناحت مشاعِرُنا
ضاقت علينا وذاك الوغدُ مربدُه

كم ما يراها ربيبُ الحقد يربُطُها
حبلا قويَّا عصى في الحلِّ مُرشِدُه

إن ما تروَّى فلا قيدٌ يُطوِّعُنا
حتى ولا عاد للسَّجَّان مُسعِدُه

لا للضَّرائبِ أشواظٌ تُعذِّبُنا
البعضُ منَّا تمنَّى الموتَ يُبعِدُه

العهدُ غاب ولن تبقى منازِلُه
ما ظلَّ حُبٌّ ولا في الصَّدرِ مشهدُه

أين المفرُّ إذا ما زاد غاضِبُنا
أعني جُهينة تلك الهمُّ مصدرُه

هاتوا الينا لعلَّ الله يرحمُنا
مما تردَّى فلن يُغنيه مقودُه

خلُّوا التَّحايُلَ يكفيكم مرابِعُه
ما رامَ سمعا إلى أمسٍ نُردِّدُه

الكلُّ يشكو علا في العين غائلُه
شابت رُموشي لماذا نامَ مُرفِدُه

الفقرُ جوالٌ بُطونُ الجوع مرتَعُه
والصَّمتُ سادٍ على الأفواه مرقدُه

ردُّوا إلينا عديدَ المال من نهَبوا
يا سادةَ الويل أنتم من يُوقِّدُه

إن ما أطعتم فرفُّ السَّيل مُندَفِعٌ
يرمي الغُثاءَ ويُفنيكم مُرعِّدُه

إنِّي نصحتُ وقلتُ اليوم من ألَمي
لا تخنُوقُنا أتى للحُرِّ موعِدُه
---------------------------- عبدالرزاق الرواشدة \ الاردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق