السعاده والتعاسه
ــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي العراق - 6-8-2018
هل أنت سعيد ومرتاح ومسرور وفرحان في وظيفتك وحياتك العامة والخاصة ، أم أنت تعيس وشقي ومنزعج وحزين فيهما؟ فلو سألنا أي شخص سؤالاً، ما هو الشيء الذي يشعره أو يجعله سعيداً ومسروراً أو تعيساً وحزيناً في وظيفته اليوميه؟ نجد معظمهم أول ما يبدأ عن سبب تعاسته إلا ويذكر أن مديره الذي تجده يجلس في مكتبه كما الملك في عرشه والأسد في عرينه يعيش في برج عاجي، لا يقربه أحد وليس مثله أحد، وبعضهم لا يتخذ قراراً ولا يفوض صلاحيات لمن دونه لاتخاذ القرارات وتجده دائم الهروب من المواجهات ولديه من السلبية في تطوير مؤسسته، هو سبب في تعاستهم.
وإذا سألنا عن الأمور التي تجلب له السعادة؟ فنجدها تختلف من شخص إلى آخر، فهل السعادة تكون بكثرة المال؟ أو تكون بالصحة والعافية؟ أو تكون بتوفير سبل الراحة؟ أو تكون بوجود العاطفة والحب في حياة الشخص؟ أو تكون السعادة بتحقيق أهداف الحياة أو نشاط متميز؟ فأين تكمن السعادة؟ حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كلمه أسامة بن زيد في شأن المرأة المخزومية، فقال (أتشفع في حد من حدود الله؟) وقال (إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها).
فالسعادة تتحقق عندما تتحق العدالة بين البشر، السعادة تتحقق عندما يعطى كل ذي حق حقه، عندما يكون العدل أساس التعامل بين الأفراد في المجتمع، عندما يشعر الموظف بحصوله على حقوقه ودرجاته وترقياته دون المطالبة بها، السعادة تتحقق عندما يشعر أي مراجع مهما علا شأنه أو صغر أنه سيتمكن من إنهاء معاملته والحصول على حقوقه دون مراجعات أو واسطات، السعادة تتحقق عندما تتساوى موازين القوى وتتحدد الحقوق والواجبات ويعرف كل طرف ما له وما عليه. عندها فقط تتحقق السعادة بالأفعال لا بالأقوال، ومن أفضل أنواع الشعور بالسعادة عند قيامك بمساعدة الآخرين، ومن تجاربي الشخصية كم كنت أشعر بالسعادة والراحة عند مساعدة الآخرين خلال فترة عملي مديراً لصندوق الزكاة.
إنَّ السعادة والتعاسة إرادة ٌعقلية وإدارة ٌعملية!
فإذا أردتَ بفكرك أن تسعد سعادة كاملة، ستسعد تمامًا بإذن الله، لأنك ستبحث عن ذلك وستُدير حياتك بأسبابه، وسيُعينك ربك بكل تأكيد، لأنه وَعَدَ كلّ مجتهد، ووعده الحق الصادق الأكيد، بتحقيق اجتهاده وزيادة، في قوله: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) (محمد: 17).
وإذا أردتَ أنَّ تسعد سعادة منقوصة ! نلتها كما أردت! بسبب أسبابها المنقوصة التي اتخذتها!! وإذا لم ُترد السعادة ولم تستهدفها ولم تعرف طريقها ولم تعمل لها، لن تنالها!! بل إذا أردتَ أن تتعس! واتخذتَ أسباب ذلك!تعِست! … وسيمنعك ربك من التعاسة لفترة ٍبرحمته وفضله حتى إذا رأي منك أنت إصرارًا عليها فسيتركك وشأنك (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) (الصف: من الآية 5)!!.. فمن يُصِرّ علي إرادة الزيْغ والبُعد عن الخير ويسير في هذا الطريق ولا يستجيب لخيريّ ربه ودينه لا بُدّ حتما أن يزيغ كما يُثبته الواقع ونراه!
إنَّ هذا هو الذي يُفهَم من توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم لنا حين زار أعرابيًّا ليعوده ويُؤازره ويُواسيه ويُقوّيه في مرضه قائلاً: “لا بأسَ طهورٌ إن شاء الله”، فإذا به يردّ عليه بقوله: بل هي حُمّيَ تفور في جوف شيخ كبير حتي ُتزيره (أي تجعله يزور) القبور، فقال صلى الله عليه وسلم مُنبّها ًومُحَذرّاً: “فنعَم إذاً” (رواه البخاري ومسلم).فهو صلى الله عليه وسلم يعلمنا أنَّ أمور الحياة تكون حسبما يراها كل فرد، بل وحسبما يصنعها هو بفكره وعمله التابع له! بإرادته وإدارته! كما يؤكده قوله تعالى: (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) (الإسراء: من الآية 7).
فمَن يرَيَ حَدَثًا بمنظار ٍأسود، أو يسمع قولاً كذلك، ويعمل بمقتضاه، سيَتعس! ومَن يراه أو يسمعه من وجهة نظر ٍحسَنةٍ، ويعمل أيضا بمقتضيَ ذلك، سيَسعد! .. وهذا في كل شئون حياته … فهو صلى الله عليه وسلم يُذكرّ أنه حتي في حال المرض والذي هو أمرٌ استثنائيّ غير دائم سيستفيد المسلم إنْ عاجلاً ًأو آجلاً ًخبراتٍ وعلاقاتٍ نافعةٍ مُسْعِدَة له ولغيره في الدنيا والآخرة، لكنه إنْ رآه بفكره مُهلِكًا ومُتعِسًَا ومُنهِيًَّا لحياته، َفنعَم إذا!!! فالأمر كما يرَى ويريد ويسعىَ، إن خيرًا فخيرًا سيجد وإنْ شرًا فشرًا !!
لا يوجد سعاده أو تعاسه فى العالم , الموجود هو مقارنه بين حاله وأخرى لا أكثر من ذلك. إن من يشعر بحزن عميق يمكنه فى وقت آخر أن يختبر منتهى السعاده وهى تُختبر عندما ، لا توجد مخاوف أو هواجس او قلق أو أفكار سلبيه تشاؤميه. و تختبرالسعاده عاده عندما يقوم الفرد بإنجاز عمل يحبه ,أو عندما يحصل على شىء تمناه. عندما يذكُرك من حولك بالخير فأنت تشعر بالسعاده أما إذا تكلموا سلبيا عنك تشعر بالتعاسه والحزن الشديد. لماذا نعتمد على قوى خارجيه لنشعر بالسعاده ؟ أو نترك هذه القوى تحدد سعادتنا ؟ يجب أن نثق فى أنفسنا ولا نجعل إنتقادا يبعث فينا الضيق والحزن.
يجب أن نتولى نحن أمور سعادتنا وصحتنا النفسيه كثير منا يخطئ بشده بإعتقادهم إنهم لا يستحقوا السعاده ويتعايشوا مع التعاسه وكأنها مصيرهم المحتوم. حقيقه الموقف إن السعاده مثلها مثل أى شىء فى الحياه يجب أن تُزرع و تُرعى وتُدعم. كيف تحقق السعاده فى حياتك
لا تفكر فى الصغائر
ـــــــــــــــــــــــــــــ إنك أغلى من أن تعيش تحت ضغط. المسأله ليست هى ما يحدث لك,بل هى نظرتك لما يحدث وكيفيه رد فعلك لما يحدث هى التى تشكل الفرق.عليك أن تفهم إن السعاده والتعاسه هى تدفق مستمرللأحداث فى الحياه الماديه. إنك تتأثر بها إذا ما إعتبرت ما يحدث جزء منك .. طالما إن ما يحدث ليس مدمرا, أنظر إليه على إنه شىء تافه يمكن التخلص منه.
إقنع نفسك إنك فى حاله جيده
ــــــــــــــــــــــــــــــ إن سعادتك هى مسئوليتك. كل فصول السنه جميله للشخص الذى يحمل فى داخله شعورا بالسعاده. تقبل الحياه كما هى. من أفضل الطرق للحصول على السلام الداخلى هو" التأمل ".عندما يصبح العقل فى حاله هدوء وإسترخاء من السهل أن تختار السعاده كعاده ثابته فى شخصيتك. لا شىء يدوم السعاده ليست إلا صحه وذاكره ضعيفه. إن ما يحتاجه الفرد ليكون سعيدا موجود داخله فى كل الأوقات, بغض النظر عن ما يحدث من التحديات فى الخارج أو من حولك أنت لست فى حاجه أن تركز
على الماضى أو المستقبل ولكن على ما يحدث الآن محاوله تغيير الأشياء التى لا يمكنك التحكم فيها ستشعرك بالإحباط . تعرف على مايمكنك وما لا يمكنك التحكم فيه,وركز فقط على الأشياء التى يمكنك التحكم فيها أو بالتجربه قد تستطيع.
أحط نفسك بأشخاص إيجابيين:ــ
من السهل التفكير بسلبيه عندما تكون محاطا بأشخاص تعساء يائسين لا يشعروا بأى سعاده.العكس لو إنك محاط بالسعداء المتفائلين الذين يشيعوا من حولك السعاده والتفاؤل.التعاسه معديه كما أن السعاده معديه حاول أن تختار أصدقائك من الإيجابيين المتفائلين لتكون مثلهم وتضفى السعاده على حياتك
اقوال ماثورة
ــــــــــــــ
عشنا السعادة دون أن ندري، أما التعاسة فعشناها ونحن ندري. - لقمان ديركي
لم يكن يحاول شراء السعادة، ولكنه كان ببساطة يحاول شراء غياب التعاسة. - بول أوستر
الصعوبة ليست في السعادة ، ولكن في تفادي التعاسة التي يسببها السعي إليها. - احلام مستغانمي
السعادة الحقة لا يمكن أن تكون صراخاً .. وإنما هي حالة عميقة من حالات السكينة تقل فيها الحاجة الى الكلام وتنعدم الرغبة في الثرثرة .. هي حالة رؤية داخلية مبهجة وإحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله ، واقتناع عميق بالعدالة الكامنة في الوجود كله، وقبول لجميع الآلام في رضى وابتسام. - مصطفى محمود
من يصنع السعادة بداخلك هو من يستحقك. - جبران خليل جبران
د. صالح العطوان الحيالي
السبت، 25 أغسطس 2018
السعادة والتعاسه الشاعرد.صالح العطوان الحيالي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق