***. زائر الدجى .***
انتصف الليل..
و حام طائر الظلام
مسدلا جناحيه على الورى
و سكن الهدوء كل المفاصل
و استرخت عيون الكرى
و تكحلت المآقي بالوسن
و استفاقت من غفوتها الذكريات
تناجي طيفا في السماء
تنامى ضياؤه
و ترامت أطرافه
و هش محياه
و التمعت في الظلام عيناه
و امتدت من خلال الضباب يداه
تمسحان دمع المقلتين
و تسرح بلطف على الخدين
قالت : لمَ رحلت عني؟
لمَ يطول ليلي
و يطويني السهاد؟
لمَ يا زائر الدجى تختفي في نور يومي؟
لمَ ترهقني ؟
و تغتال أحلى الابتسامات
و نظرات في عيني حالمات ؟
قال : حبيبتي مهما طال بي السفر
و مهما فرقتنا المسافات
يظل شوقي أقوى سلاح
أغالب به قسوة البعد و الآهات
في أرض الجليد و الويلات
حتى تجمعنا أرضنا الغناء
أرض الحب و الصفاء و الإباء
و تتغنى بحبنا الفراشات
فوق الشجر و الزهر
و تشدو لنا عصافير السماء
و يرقص الجوري على الغصن المياس
و تلمع النجوم الوضاّء
و تشرق شمسنا الحسناء...
و أشرقت الشمس
و تململت الحسناء
و فتحت العينين
و جالت بهما في الأرجاء
و إذا الطيف رحل
و أمعن في الاختفاء
علياء علولو _تونس 22/3/2018. 15:09
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق