الأحد، 3 يونيو 2018

مناجاة على صولجان الله والحقيقة بقلم راوند دلعو

(مناجاة على صولجان الله و الحقيقة )

من هنا ... من مَرَضِي ....

من قعر حزني الذي لا يدري على أي شاطئ يلوي  .... 
 

من بئره العميق ... المشغول بالدموع و شاردات القطر الأجاج ...

أحدثكم ...

من أحشائه المسرطَنَة بالجوع و القذائف و الجفاف ... و تيبُّس الشفاه

أحدثكم ...

هنا حيث أنوس على نفسي ... كأنثى وسمها القَدَر بالقبح و الدمامة و الضعف ...  

كصولجان إلهي اقتحم عامه الثاني في كبد النار غمامة ...

كبحة شيخ ...
تسربت ألوان عمره من بياض شيبه و العمامة  ...

مع فوارق الصلوات و التراتيل و التلبسة و أكوام القمامة ...

كحزمة تلوين أعدمت ورديّها بالخطأ ... و أجلست أحمرها على دكة الاحتياط ... ثم لعبت بالأسود حتى النهاية... ثم هزمت بركلة الله الأخيرة ....

كسحابة خانها المطر  ... تمشي إلى حتفها الأخير بلا ماء و لا قطن و لا ضجيج ...

كمثل الصمت يشخب في حضرة الانهيار ...

كثكلى تقمِّش العمى من بين أشلاء أبنائها ...

كطفلة هشمها الحظ تحت عجلات شاحنة فقدت بوصلتها... 

من هنا جئت

لأمسح الغدر الذي تصيدني بالغدر الذي تصيدتُه ...

لأحاور السكاكين في ظهري ...  برهافة الأوتار و سَكِينَة القدر

بالحدس باللمس ...

مستظلاً بقلبي الصغير ... حيث أرسم غدي بملامح الأمس .

من هنا

أحدثكم ... من تفاصيل لوعتي
من تثنيات ستائر دموعي ... تتراقص على ظلال خشوعي

من غيبتي و رجوعي

إدماني و قلوعي

من صلب مسيرتي نحو الفناء و العدم ...

لقد كنتُ ذكرى و انطوت ...

إلى الأبد

#راوند_دلعو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق