الجمعة، 1 يونيو 2018

أمنيات امرأة صعبة بقلم نجلاء عطية

أمنيّات امرأة صعبة
لأنّي عاشقة للحلم ، أتمنّى أن يطول المساء....  اللّيل  بقدر أحلامي، أتمنّى أن يهديني الزّمن بطأه حتّى أتمكّن من  إشعال بعض الشّموع بتلك الأروقة المظلمة ...أن أصل  لتلك الأماكن المتاخمة للضّياع  التي لم تطأها أقدامي خوفا من انعتاقها وهي تلاحق بنات أفكاري أين أشيّد  قصوري الفخمة   وأقيم فيها  مع نجومي وجنون خيالي ....اتمنّى أن أتحدّث في سكونه مع تلك الأرواح المعذّبة  وأتأوّه  دون خجل أو دون أن  تجبرني تلك النّظرات الباهتة على إخفاء لوعتي ...وأن أمشي تحت سترته  عارية من نفاق النّهار وصخبه المبتذل وتفاهاته السّقيمة وأكون أنا بكامل ضعفي و حزني وشقائي... أتمنّى  أن أحبط كل؟ مغريات وسادتي للاستسلام للنّوم قبل أن أبكي قليلا  على حبّ أمي وأبي وقد فارقاني دون  أن أتهيأ لقسوة  اليتم وأناشد كلّ الضّمائر الحيّة حتّى لا تبخس  الأبوّة والامومة حقّها في اعتلاء صرح المحبّة في هذا الكون ... أتمنّى أن أترك دمعتي تكشف مدى حبّي لرجل   علّمني فنون القتال مذ كنت صغيرة وشاء القدر أن يصبح طريحا فأعجز على أن أتباهى أمامه  بانتصاراتي.. أتمنّى أن أنزف حروفي  على بلور  نافذة أراد لها القدر أن تبقى مقفلة رغم أنّها  الدّف  الوحيد الذي يتسلّل لوريدي فينير   قلبي ويعدّل من وقفتي الواهنة في هذا الوجود...
أتمنّى أن أقف وجها لوجه مع الجمال الذي صار غريبا في عالمي  وأن أصفعه صفعة موجعة حتّى يثور على عنفي  ولكنّه يستدرك قبل أن يعاقبني لما  يتأكّد   أنّي صفعته من شدّة غيرتي عليه ورغبتي الملحة في أن يستعيد تفاصيله ومعانيه ...
أتمنّى أن أكتب قصّتي دون أن أحوّر فيها لا قافا ولا ميما، أحبّ أن أكون  واقعي ، كأسا فاض حبّا ووجعا.. أتمنّى أن تكون مرآتي صادقة وهي تعكس تجاعيد روحي وألّا تهتم لما سيرتسم  من ذهول ودهشة على وجوه قرّائي فقصّتي قد تغيّر في معنى الحبّ والإيثار والوفاء ....قد تعجب الكثيرين ولكنّي على يقين أنّها لن تكون قصّة لامرأة عابرة...لأنّ القدر أختار أن يجعلني صعبة حتّى في التقاط صورة أحلامي...
بقلمي: نجلاء عطية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق