الأحد، 3 يونيو 2018

على شاطئ البحر بقلم صالح كنعان

على شاطِئِ البحرِ

جاءا والحبُ يملؤهما
وقفا إلى الأفقِ يَنظُرانِ

فَتَراءَ لَهمْ موجٌ وموجٌ
أخرَ لرِؤُياه يَتأملانِ

ثُمَ تَجَلى لونُ البحرِ
مع السماء متماثلانِ

زادَ القمرُ بدرهِ صارا
في حبهما يتغازلانِ

والنجومُ تتراقصُ فرحا
في ليلهما يتسامرانِ

وسمكةُ تَقْفِزُ وسمكةُ
تتبعها كأنهما تلعبانِ

ونسيمُ هبُّ عليله
ولَهُ القلبان يسعدانِ

تَماثلَ البحرُ لهما
أنّكم وردٌ وزهرتانِ

أضفيا له شجونا
ومن الوجد يزيدان

تبادلا ضحكةً وبسمةَ
وفي البحر يمشيانِ

حتى أوشكا لعرضه
ركضاً بمحبةٍ يصلانِ

وعيناهما  بتأملات حبَّ
وشجون فيهما يتبادلانِ

وعلى قاربٍ صغيرِ
بدأا يسرعانِ ويُجدفان

صارَ الموجان تحته
لحبهما فرحانِ يداعبانِ

فوصلا شجرةً كبيرة
في ظلها البهي يسرحانِ

في الوجدِ وفي القلب
أحاديث كثيرة يسردان

نَظَرَ إلى القمرِ فقالَ
أنتِ و بدره تتشابهان

رمقتني بنظرةٍ أرقتني
وقالت : إنّنا حبيبانِ

فاستراحَ القلب ومضيا
في حديثهما يستمران ِ 

وبلغ الليل ساعات الدجى
وما  زالا  يتغزلان

رآها نجمةً  زهية وقمراً
في لونها يتقاربانِ

ثم جاء موعد الرحيل
فإذا بعينها دمعتان

فقال ما لي أرى الدمع
فقالت : هل نحن مفترقان

فقال لا تبكي محبتي
سيكون لقاء ولقاءان

فالقلبُ يهوى رؤياك
والعينان لكِ مشتاقتان

مسح دمعتها بيديه وفي
عينهما وجدٌ وشوقان

ضجتْ الأمواجُ وصاحتُ
أنتما القلبان المشتاقان

ووصلا بعد حكايةِ جميلةِ
وعندَ بيتها يفترقانِ

ووقفتْ وسارَ ببطئ شديدا
وبقيا  بيدهما يلوحان

ما أجملها من لحظاتٍ
فيها  حبيبان يجتمعان

صالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق