الأحد، 3 يونيو 2018

انعتاق بقلم مصطفى الشحود سوريا

انعتاق
تقلّب اللّيلُُ ثائرا ًبحزنه،مفتشاً عن علاجٍ لإيقافِ صوتِها المتوجعِ،الذي أوقفَ صفيرَ الرياحِ تلكَ الليلةِ.
من خلالِ جسدِها المتصدعِ،فتشتْ عن ثورةِ الظلمةِ التي اكتسحتْ هشاشةَ عِظامِها بِفعلِ ذاكَ الصوتِ.
بينَ حنايا قلبِها حفرتْ كلَّ ثقوبِ الألمِ المكبوتةِ ثمّ أغلقتْهُ بتأوُّهاتِها التي تغلّبََتْ على إِرادتِها.
عشّشََ الموتُ في سقفِ ضِيائِها عندما ألغتْ كُلَّ عُنوانٍ لحالتِها.
لم تكنْ تُريدُ لِصوتِها المَبحوحِ أن يتسرّبَ عبرَ سِردابِ قلبِها ..لذا صَرخت،ْ لعلّه يسمعُ دفءَ صوتِها المخنوقِ..تسرّبتْ أنفاسُها ببطءٍ عبرَ نافذتِها المهشّمََةِ،جَمَعتْ أوْجاعَها وَأغلقَتْ بوابَةَ فِكرِها،تابعَتْ بِصوْتِها لِتُحفِرَ أَنغامَ هَواجِسِها التي أرادَتْ أنْ تكونَ بلا أَعينٍ و بلا عُنوانٍ يُرشُدهُ لِحقيقةِ أمرِها،بعدَ أنْ تأكدَّتْ بِأنهُ لا أمَلُ يُرْجَى.
هاهوَ فيضانُ حُزنِها يَقتلعُ الصَّمتَ.
حملتْ أتعابَها وراحَتْ تتحسّسُُ طريقَ صَوْتِها الذي أَرْسَلتْهُ لتوِّها،والذي فَتحَ لها ثغرةً تزحفُ من خِلالهِ...ثمَّةَ خيطٍ مِن شُعاعٍ اقتحَمَ نافذتَها ...أرْسلتْ بَصيرتَها المُتعبَةَ نحوَ الأفقِ...كانَ جالِساً على سُحبِ الشَّفقِ الأَحمرِ،يلوِّحُ بيديْهِ يدعُوها إليهِ....اقتحمتْ ظُلمَةَ المكانِ،وانطلقَتْ كَطيفٍ،سابحَةً في الفضاءِ تارِكَةً جَسداً مُلطخاً بِالدماءِ يُعانقُ رُكامَ مَنزِلِهِما.
مصطفى الشحود/ سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق