الجمعة، 1 يونيو 2018

الطلاق التعسفي بقلم الكاتب / عبد الكريم الصوفي

( الطلاق التعسفي )

لوحظ في الآونة الأخيرة في الكثير من الدول العربية إعتماد  تطبيق تشريع في غاية الخطورة على إستقرار الحياة الإجتماعية في تلك الدول التي إعتمدته وسنت له التشريعات اللازمة لتجعل منه قاعدة قانونية سارية المفعول ... وهو ما يسمى  (  بالطلاق التعسفي )
وهذا يعني ... أن الزوج يستطيع أن يطلق زوجته في أي وقت يرغب فيه ... والتحرر من عبئها ... من دون مراعاة لظروفها وذلك في بعض الحالات التي تكون الزوجة قد أفنت معظم حياتها في خدمة ذلك الزوج (الناكر للجميل ) وفي خدمة بيته وتربية الأولاد...
فيكون الجزاء أن يلقي بها إلى الشارع مقابل  دريهمات معدودة ... لا تغني من جوع ...
والأقسى على الزوجة هو أن أبويها قد يكونا غادرا الحياة أو أن المرض نال منهما ولا حيلة لهما برعايتها والإنفاق عليها ...
وحيث أن التشريعات الإجتماعية في الدول العربية في غاية الضعف والهشاشة والتخلف ... كما أن المؤسسات الرعوية الخاصة هي مؤسسات ضعيفة وإستمرارها بتقديم خدماتها يعتمد على التبرعات من رجال الأعمال والتجار  وهو أمر غير ثابت وغي مضمون ...
الأمر الذي يؤدي ببعض النسوة المطلقات تعسفياً  للإلقاء بهن إلى الشارع ليتقاذفهن أصحاب النوايا الخبيثة ... وقد يخضع بعضهن لمحاولات الإبتزاز تحت ضغط الحاجة وتنكر المجتمع لهن وتأففه منهن ...
وهذا أمر شديد الخطورة على المجتمع وتماسكه ... ويساهم بخلق طبقة ناقمة تحس بالظلم الكبير وإذدراء  المجتمع من دون أي ذنب إقتَرَفنَه ...
ولمٌَا كانت القاعدة الفقهية الشرعية تقول ... بضرورة تغير الأحكام بتغير الأزمان ... فنحن نرى أنه من غير اللائق أن يستمر العمل بالطلاق التعسفي( سيء السيط ) ... وذلك لأنه يجافي العدالة ... ولا يتوافق أبداً مع المقاصد الشرعية العامةالتي تسمو بمبادئها فوق هذه الشبهات .

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق