الأحد، 3 يونيو 2018

جزء 6 الحضارة تدافع عن صانعيها بقلم د.فارس الحاج جمعة

الجزء السادس "6" "الحضارة تدافع عن صانعيها ":

هنا في مدن الشرق... الغارقة في السحر والغموض.. والأحلام المغمسة بالدهشة.. والصور الخارجة من الفانوس السحري.. هنا حيث تلتقي  الشمس والقمر..!.
حيث هام المستشرقون أمثال "دي كاستري" و"ريسلر" و"بروكلمان" بسحر الشرق.. باللوحات العذراء.. التي لم تمسسها ريشة!!.
وفي جامعة "لوفان"  في "بروكسل"  نصوصاً أصلية للرازي و "ابن سينا"  في الطب اعتمدت الجامعة في تدريسها حتى القرن السابع عشر.. كما ترجمت كتب الرازي وطبعت في "البندقية" وفي "باريس" ودرست فيهما!.
والإسلام دين عالمي.. وليس حكراً على شعب دون آخر.. وفي هذا الدليل القاطع على أثره على الحضارة.. وعلى البشرية :" إن هو الا ذكر للعالمين..( ص:87). "لينذر من كان حياً.."( يس:69).
وفي الحقيقة هذا مايبرر للعرب المسلمين فتوحاتهم.. لنشر الدين بين البلاد والشعوب.. والتي انكرها عليهم كاتب المقال المسيء.. لابل اتهمهم( بالاحتلال الاستيطاني ).. الذي مهد للأوروبيين سياستهم الاستعمارية وحروبهم الدينية.. لكن كاتب المقال نسي ان معظم الحروب القديمة.. وحتى قبل ظهور الإسلام. كانت تتخذ طابع الحروب الدينية العاطفية المرتبطة بالولاء للآلهة الوثنية.
فكانت معظم حروب الروم والإغريق"حروباً وثنية"!.
ولندع الآن المفكرين الغربيين يردون التهمة الشائعة عن الإسلام..( التي بات يرددها أنصاف المثقفين في بلادنا.. والمطعونين والمهزوزين والمنهزمين والمازوشيين والسيكوباتيين واللامنتمين)في بروجناندا إعلامية وحرب باردة بطريقة تبييض الأفكار المسمومة.. والواضح يصعب شرحه..
يقول الفيلسوف العالمي "رينييه جينو" الذي أسلم بعد أن فند في كتابه( رمزية الصليب) عظمة الإسلام :"الإسلام دين الرحمة.. لم ينتشر بالسيف".
ويذكر "رانسمان" مؤرخ الحروب الصليبية في كتابه( تاريخ الحروب الصليبية )ج2 رحمة الإسلام والمسلمين في الحروب :"كان المنتصرون معقولين وإنسانيين"!.
ويقول "دي كاستري":" فلم يقتلوا أمة أبت الإسلام.. ".ص35(الإسلام خواطر وسوانح).
أما "ميشو بابه" أحد بطاركة المسيحيين فيقول: "إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم لم يعاملوننا كما تعرفون.. إنهم ليسوا أعداء للنصرانية.. بل يمتدحون ملتنا.. ويوقرون قسيسينا ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا"!!!.
فأين هم اليوم من يشوهون الوجه الجميل للاسلام' سواء من الادعياء في الغرب والمتطرفين في الشرق!.
وحتى المغاليين من أشباه المثقفين الذين يدعون الانفتاح..ليسمعوا جيدا مايقوله  الذميون عن معاملة الفاتحين لهم( الذين أوصى بهم الرسول الكريم "من أذى ذمياً فقد أذاني.." ).. يقولون:
"إن العرب الذين منحهم الله سلطان الدنيا.. لايحاربون العقيدة المسيحية... بل على العكس يكرمون قديسي الرب.. "!!.
من رسالة البطريارك"يشوع الثالث" إلى المطران " سمعان ريكس"!.
فهل ان بعض من يدعي الثقافة اليوم.. الذين يحاولون ان يطعنوا الإسلام في ظهره.." أكثر ملكية من الملك".. أم أن طعن القيم والمبادئ والتطاول على الدين بات مودة سائدة ووسيلة رخيصة للتعلق بمؤخرة السفينة!!.
هكذا حمل المسلمون المشعل( وروح التسامح والمساواة بين البشر.. والاخاء الإنساني ) فاحتضنوا الآخر.. وتفهموا ثقافات الغير..
ألم يستنجد أهل "حمص" النصارى بجيش المسلمين ضد الغزاة الروم من أبناء دينهم:
( أنتم أحب إلينا من الروم... ) "الأزدي ص97.
الرسام العالمي" جان جيروم"الذي أحرقت الثورة الصناعية أصابعه.. فمضى يبحث عن الحلم في بيته... في عنوانه الذي لايخطئ... في الشرق "لم أعد أرى وجهي.. في ذلك الضجيج الهادئ"!.
يقول "شاتو" الرسام الفرنسي الذي غمس ريسته في ضوء القمر.. في الشرق.. و"جون لويس" الرسام الانكليزي الشهير.. حين زار القاهرة.. عبر عن دهشته بسحر الشرق وجماله وطيبة اهله.. :"هنا الشمس لاتكاد تفارق السماء.. إنها دون شك.. ترحل عنوة"!!!.
يتبع      د. فارس الحاج جمعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق