الأحد، 26 أغسطس 2018

الحب البحري بقلم د.منجي المصمودي

الْحُبُّ الْبَحْرِيُّ

يَوْمَ عَشِقْتُكَ
عَشِقْتُ
البَحْرْ
وَكَانَ البَحْرُ شَاهِدًا
قُلْتَ يَوْمَهَا أَ أَنْتِ شَائِفَةٌ
البَحْر كَمْ هُو كَبِيرْ
قُلْتُ أَجَلْ
أَضَفْتَ حِينَهَا فَأَنَا سَيِّدَتِي
بُعْدَ البَحْرِ أَحِبّكْ

انْظُرِي إلى هُناكْ
حَيْثُ تَلَتَقِي زُرْقَةُ السَّمَاءْ
بِزُرْقَةِ البَحْرْ
بِزُرْقَةٍ ثَالِثَةْ أَتَعْرِفِينَ
مَصْدَرَهَا
قُلْتُ لاَ
إنَّهُ شَلَّالُ عَيْنَيْكِ
الزَّرْقَاوَيْنِ

أَغَارُ مِنْ نَفْسِي عَلَيْكِ
مِنَ نَسَمَاتِ الرِّيحِ تُدَاعِبُ
جَدَائِلَ شَعْرَكِ
وَمِنَ البَحْرْ

أَنَسِيتَ حِينَ قُلْتَ
جِئْتُ أَسْتَحِمُّ فَغَنِمْتُ
عَروسَ الْبَحْرْ
حِينَهَا رَفَعْتَ إِلَى فِيكَ
شَيْئًا مِنْ مَاءِ البَحْرْ
سَأَلْتَنِي أَتَعْرِفِينَ طَعْمَهُ
أُجَاجًا طَبْعًا
أَجَبْتَ وَقَبَّلْتَنِي
القُبْلَةَ الأُولَى
بَلْ عَذْبٌ بِوُجُودُكِ
هَيَّا بِنَا نَتَوَارى
تَحْتَ زُرْقَةِ الْمَاءْ
عَنِ أَعْيُنِ
الْبَشَرْ

وَاليَوْمَ وَبَعْدَ سَنَةٍ
آتِى إِلَى البَحْرِ
أَنْزِفُ مِنْ الظُّلْمِ
مِنَ القَهْرْ
لأَشْتَكِيهِ مَنْ أَظْهَرَ
مِنْ شِيَمِهِ
الغَدْرْ
مَنْ لَفَظَنِي كَنَوَاةٍ
مَنْ طَعَنَنِي فِي
الظَّهْرْ
مَنْ حُبُّهُ فِرْعَوْنِيُّ
بَحْرِيٌّ
بَحْرِيٌ كَمَا فِي النزَارِيَّاتْ
مِزَاجُهُ جُنُونِيٌّ
يَتَظاَهَرُ بِالرّومَانْسِيَّةِ
لاَ تَهُمّهُ الأَسْمَاءُ
زِيرُ نِسَاءٍ يلْقِي
بِضَحَايَاهُ
فِي الْبَحْرْ

جِئْتُ اليَوْمَ إِلَى
البَحْرْ
لِيَكُونَ شَاهِدًا أَنِّي
لَفَظْتُكَ نِهَائيَّا أَنْتَ
وَحُبَّكَ البَحْرِيَّ إِلَى
مَزْبَلَةِ النسْيَانْ

قُلْتُ للبَحْرْ
أَسْتَثِيقُكَ لاَ أُخْفِي
عَنْكَ سِرّْ
هَاتَفْتُهُ مَرَّةً
قَالْ لاَ أَتَذَكَّرُ الاسْمْ
حَسَنًا سَأَبْحَثُ بَيْنَ الدَّفَاتِرِ
والصُّورْ
انْتَظِرِي حَبِيبَتِي تَذَكَّرْتُ
مَازِلْتُ أَشْتَمُّ عِطْرَكِ عَلَى
بَعْضً مِنْ أَدْبَاشِي
أَجَبَتُ غَاضِبَةً عَلَى
الفَوْرْ
أَنْصَحُكَ بَغَسْلِهَا جَيِّدًا
يَا بِئْسَ
الْبَشَرْ

وَفِي الَخِتَامِ سُؤَلانِ أَيُّهَا
البَحْرْ
هَلْ مَاؤُكَ أُجَاجٌ أَمْ عَذْبٌ
كَمَا ادَّعَى صَدِيقُ
العُمُرْ ؟
وَهَلْ أَنْتَ أَيْضًا
يَا بَحْرْ
مِنْ شِيَمِكَ
الْغَدْرْ ؟

بِ✍️
د- منجي مصمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق