الأربعاء، 1 أغسطس 2018

أيا أحلامي العذراء بقلم نعيمة المديوني

أيا أحلامي العذراء
تصدّري كعروس بكر
مدّي يدك للحنّاء
تعطّري لليلة وجد وهناء
يتصبّب عرقك مسكا وعنبرا
يحضنك الجوى فتصير
آهاتك عزفا منمّقا
ياسهري وانتظاري
يا أحلامي وأسراري
سكنت الصّبابة لياليّ
الماجنة
فباتت الرياحين في أسرّتها
تتمايل مفتونة
فاتنة
نثرت غلالة النّعيم
فغدت سكرى
الثّغر من حلاوة الرّضاب
بات سعيره حارقا
من نال من رحيقه أصابه
جنون الغرام
أدهرا
وغدا يسير بين الأطلال
سيْر الغزلان
فاتنة بجمالها
تعطرّي يا أيّامي بالهوى
فوالله ماعرف الفؤاد
أعذب منه دواء
يشفي العليل
يضخّ في القلب الحياة
اعتلى القمر عرش السّماء
توضّأت النّجوم بعطر الغرام
رفرفت الطّيور بأجنحتها
هبت نسائم ساحرة
همست طربة
حانت ساعة الهناء
ستدقّ أجراس الكنائس
ستنفجر براكين الهيام
قربا من السّماء
يسبح العشّاق بين أمواجها
ستضيئ القناديل
تنثر نجومها
يغتال النّور الدّجى
ترتوي الارض بعد ظمأ
تتفتّح الزّهور بعد ارتواء
تعزف الرّيحانة ألحانها
تتلقّفها الكمان
موشّحة سحرها
بأعذب أبيات
قيلت في الصّبابة
منذ قيس وعنترة
كلّ بمحبوبته تغّزل
يا أشواقي تعطّري
لليلة حبّ
اطلقي جدائلك
ترقص غلالتك
تفتن خلاّ متوثّب
كليْث في عرينه
ملكا
هبّي لمعانقة الهناء
فما الحياه إلاّ أيّام
قلائل
عطرها هوى
سحرها أحضان
دافئة
مراكبها تسير في اليمّ
مثقّلة بالياسمين
والنّرجس
هائمة

نعيمة المديوني (تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق