الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

كتاب حياتي بقلم الشاعر محمود السلطان

كتاب حياتي ...
..........................

في كتاب حياتي ...
حبال ...
كَ حبال السيرك ...
لا أحد يراها غيري ...
حبالٌ مسحورة ...
وحبال ساحرة ...
عندما أراها ...
أظن أنني الساحر ...
ولكنها ...
تربط أطراف الأوراق بالأوراق ...
وتوصل الأحلام بالآمال ...
أرى نفسي تارة ساحر ...
وعندما أعتليها ...
أرى أنني ساخر ...
ولكنني ...
أعتليها ...
أتأرجح عليها ...
و أتزلج عليها تارة ...
و أتَّزن عليها تارة ...
بلا سقوط ...
ولا خلل ...
وعندما أنظر للأسفل ...
أرى فيها ما لا يُعقل ...
في البداية عنوان ...
والعنوان يتحرك ...
كأنه مكتوب على الماء ...
يوحي لبداية أسطورة ...
وخط الكلمات مخيف ...
يبدأ بالحبر الثقيل ...
وينتهي كالخيط الخفيف ...
والصفحات من الأعلى ...
عشوائيتها مهيبة ...
ارتفاعاتها مخيفة ...
مجعدة الأطراف ...
ولكنه كتابي ...
لابد من القراءة ...
فعند التقليب أرى ...
في كل ورقة ألف حكاية ...
و في كل حكاية ألف قصة ...
و في كل قصة بداية غريبة ...
ويليها أمور مريبة ...
نهار وليل واستيقاظ ونوم ...
أيام خلت ...
مكتوبة بطلاسم ...
لا أحد يعيها غيري ...
لا أحد يفك معانيها سواي ...
غريبة تلك الأيام ...
كيف استطعت التخلص من ذاك اليوم ... !
كيف انتهى ... !
كيف تم قلب الصفحة لليوم الآخر ... !
لست أدري ...
سعادة وحب وعشق وود ...
وحزن و ترح و كره و شَدٌ وقَدّْ ...
كلها بساعة واحدة ...
أي صفحات هذه ...
أي إنسان أنا ...
إنه الماضي ...
رُّبما وقتها كنت به راضي ...
ولكنني أخفي الحقائق ...
أخفي معظم الأشياء ...
ولكن الكتاب لا يقبل إلا التسجيل ...
فبعد القصة الأولى ...
دون قلب الصفحة الأولى ...
أتمنى السقوط ...
أتمنى انقطاع تلك الحبال ...
لا أود إكمال الباقي ...
لا أود العودة لذاك الزمان ...
فلا أستطع النزول ...
ومحاولة إغلاق الكتاب صعب جداً ...
فمازلت أتنفس ...
وصفحات الكتاب تتكاثر ...
فلم أجد حلاً ...
إلا أن أبقى معلقاً ...
فيا ويح كتابي ...
ويا ويح حبالي ...

الشاعر محمود السلطان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق