جفاء مفاجيء ...
...................
صامت من بعد الفراقِ جوارحي ...
... وجفَّت عيوني و نبعِ الأدمعِ .
والقلبُ في جوفي قد أصابَه ...
... رجفةً ، أنستهُ أنه مني و معي .
ونبضُه المختلَ أفرطَ ضَخهُ ...
... ودَمي في وريدي ضيَّعَ منبعي .
خشعتُ في الحبِ فزداد تلهفي ...
... ولففتُ روحي ستارَ تضرُّعي .
لمَّا جفاني عقرتُ مسرتي ...
... وأعلنتُ في دربِ الهوانِ تطوُّعي .
وثملتُ من شُربِ ذِكراه كأنني ...
... نديمَ كأسٍ والكأسُ كالصومعِ .
والبعدُ ينهشني وشوقي لا يعِ ...
... وزماني ينهبُ بسمتي من مرتعي .
حطامٌ أنا ورمادٌ كوَّمُهُ الجفا ...
... وحولي اللهيب يزيد توجعي .
مخطيءٌ أرى نفسي بحبِّه ...
... لمَّا رأيتُ من بعدِ الغيابِ تصدُّعي .
فما عذرتُ نفسي هواهُ الأعجفِ ...
... وطبَّقتُ حُكمي بِعَضِّ أصابعي .
أنا لا لستُ أنا ولا أنا أنا ...
... ولا عدتُ أنا وعذابي بمقبعي .
أنا من بعد فراقها كأنني ...
... غريقٌ بدركها يناديني مصرعي .
لا خلاصَ ولا مناصَ ولا أرى ...
... تخليصُ نفسي وهواهُ مصارعي .
ليتَ الهوى جذورٌ أغوصُ بِقلعها ...
... حتى وإِنْ تَصفَّى دمي من معصمي .
الشاعر محمود السلطان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق