العراق ....وغرابيب الليل
تتقطع أشلائك ياوطني
الجريح
والمخضب لونك كورد
الربيع
الدم قد صبغ الجدار
كأن التراب لف الوجوه
وصبغ الذرى
تلك النائحات في
عرينك يا عراق
كأن هناك أسم وطني
هناك حيث الانتماء
يلتهم الجراح
صوت الذاكرة
وطيور... بابلية
وألهة سومرية
وعروق سوداء
وخضاب بنانك
أوسمت غرتك
في سماء الآلهة
حيث الأساطير
والشمس الذهبية
في ثنايا بابل
وحضارة تولج ....الليل
لتعانق فجرك الجميل
والقمر بات يحلم بالنهار
عاث به السهر
حين أطاح بهجره العشاق
ليسقط الشهيد ويصعد آخر
يرد التحية وينكب كذبح عظيم
الأرض حمراء تصبغها الدماء
لتنعقي أيها الطيور الغاضبة كلعبة الدهر
ولترسمي صورة الخطوط
التي تجتاحها الدماء
بمخالب الغربان
تأكل الأوراد والحرث والزهر
تقلع الغرس وتمتص رحيق الربيع
وتهتف الجموع من أرصفة المحطات
وأزقة الطريق
تندب حيرة الموت
الذي يقطف الحياة بلا كلل
لتقتل الحياة بجراح قد وسمت العلم
كأن الغار قد صبغ الصباح
صراخ وعويل
ونياح وذهول
كأن الصوت قد بلغ الزبى
غرابيب الليل شب في
مستن الطريق
يبحث في أوشال الزمن
وتنطوي بي رعشة
من غير خوف أو وجل
قلبي هناك تركته
عندك يا وطن
وخفي قد عانق كفي
قد أختفى خلف الصدى
ما بين حطام الأمس
ودماء ندية لم تنشف بعد
ترتسم على محياي بسمة غضب
كأنها لضى من حريق ملتهب
بل نظرة هي وأمتشاق الدم في وسم
يعمدني ويطرز جبهتي
هو ذلك الذي عمدت به سارية العلم
غدا ترحال أوسمتي
غدا يشاع الملك فدية
فلكم كل أوسمتي
وكل ضريح تضرجت
دماءه بسارية الوطن
علقوها عند أعمدة الخيام
لم تنفع معي كل الطرق
ألا ما بقى لي من جباه
رسمت قبلة على كل
الجباه وكل الجبال كل المدن
وكل الزهور في الحقول
وكل حرف أستكان
عند حدودك يا الوطن
تحية لك أيها الوطن
يا عراق الشمم
هيثم الاسدي
العراق بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق