فُنْجانُ القَهْوَةِ ...
بقلم الشَّاعر إحسان الخوري
تدحرجتْ أحلامي علىٰ بقايا العَتَمَةِ ..
أفِقتُ قليلاً حتَّىٰ لمَحَني الفجرُ ..
فَتَندَّتْ عيونُهُ ..
فتحتُ ذِراعيَّ ..
أنا أردتُ أنْ أبقى عاشِقاً ..
اتَّكأتُ علىٰ بعضيَ البعضِ ..
تمطَّيتُ حتَّىٰ نِهايةِ حدودِ التَّنهيدةِ ..
دندنْتُ شيئاً من العتيقِ ..
وتنفَّستُ الرَّائحةَ الهاربةَ من القهوةِ ...
هَمَّتِ الشَّمسُ ترمُقُ عينيَّ ..
أغمضتُهُما هُنيهاتٍ ..
فعدْتُ أراكِ من جديدٍ ..
تفاجَأتُ أنَّكِ لازلْتِ هنا ..
ابتسمتُ ..
نظرةٌ طويلةٌ إليكِ ..
نظراتٌ عاجِلةٌ عليكِ ..
وساوِسٌ تَكبُرُ وأخافُ ألَّا تُقمَعَ ...
قطَّبْتُ حاجبيَّ ..
فتحطَّمَتْ بعضُ الثَّواني ..
إتَّسَعَ بعضُها الآخر ..
داخلي راحَ يضطربُ ..
فركتُ عينيَّ مرَّةً أخرى ..
هلْ عُدتُ أحلمُ ..؟
إنَّها هيَ ...
بِشفتيها الخجولتينِ ..
بِكاملِ الجمالِ الَّذي تَحمِلُهُ ..
هيَ بِطعمِ القُبْلةِ ..
أمامها نهداها صاخبانِ ..
عاتيانِ ..
ويلٌ ويلٌ للأوضاعِ الآتيةِ ..
حينَ تُقرعُ الطُّبولُ ..
يتناوَبُ الكرُّ والفرُّ ..
تتلوَّى الأجسادِ ..
تُدَغدَغُ الحواسُّ ..
ورائحةُ الأُنوثةِ تَتقطَّرُ وتَسيلُ ...
ويلٌ لِشامةِ الخصرِ ..
ستتأجَّجُ المُحرقاتُ علىٰ مَهلٍ ..
عويلُ النَّشواتِ سيعلو ..
هوَ البَرزخٌ بين المَيْتاتِ ..
هلْ سيصمُدُ التُّوت ..؟
هلْ ستستبسِلُ شَفتاها ..
هلْ ستَفتِكُ بِجيدِها القُبَلُ ..
ربَّما تَنتقِلُ إلىٰ سُرَّتِها المَعرَكةُ ..
لكن منْ سيَستَشهِدُ أولاً ..؟
كَتِفاها أم هيَ أصابعي التَّالفةُ ...!
كَفى خواطري الجامحةُ ..
إلىٰ متىٰ أيَّتُها الأحلامُ المَجنونةُ ..؟!!
يَسكُتُ الزَّمنُ حيناً وهُنيهَتَين ...
يتوارى المَشهَدُ بعيداً ..
هلْ أفتَحُ عينيَّ ..
أمْ ألبُثُ بينَ الزَّوايا المُفتَرَضَةِ ..
لا ....
قرَّرتُ أن أُشعِلَ سيجارتي ...
أرتشِفَ قهوتي ..
فالجانُّ في غُرفتي ..
لازال يَجولُ ويَصولُ ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق