همسه : ـــــــــــ ( عشق الغرباء )ـــــــــــــ
يقال ان عصفورا عشق سمكة... وحدثت بينهما علاقة لامثيل لها ..استمرت هذه العلاقة لمدة طويلة...ضرب بها المثل من شدة التعلق وما كان يجمعهما من حب ووفاء وحرص على التواصل .. ومن الطبيعي ان تتكلل كل قصص العشق بخاتمة جميلة وهي الزواج... ومن هنا تبدأ قصتنا....حيث اتفقا على الزواج... وبناء عش الزوجية الذي سيضم بين جدرانه اعظم عاشقين... فكر العصفور في بناء البيت على تلك الشجرة التي شهدت اجمل ايام حبهم... وظنت السمكة ان قاع البحر سيكون اجمل مكان يحتضن قصة عشقهما... وكان كلاهما على خطأ كبير..فلو خرجت السمكة من الماء لفقدت حياتها...ولو غاص العصفور في الماء لمات على الفور...وهكذا انتهت قصة العشق...وطويت صفحة ملونة من حب حمل على اطرافه كل الألوان الجميلة ليبقي لونا واحدا.... العبرة... اياك والوقوع في غرام الغرباء.... اياك ان تعشق سمكة وانت تعلم يقينا ان لاحياة لها على الاشجار...اياك ان تعشق غريبا راحلا...لامكان له ولا وطن له.... فمهما كانت مشاعرنا صادقة ... ومهما كان حبنا عظيم .. ومهما كانت الكلمات التي ننطق بها لمن نحب نابعة من اعماقنا ...فان هناك عقبات... وهناك صخرة كبيرة تسمى الواقع تتكسر على جوانبها كل الاحلام.. اخبرونا يوما ما ان من اراد السلامة فعليه ان يعشق بعقله ... فالقلوب تعطي المشاعر تعطي الامنيات ....تعطي للروح اجنحة تطير في عالم الخيال...ولكنها لاتبني بيتا..ولاتخرج سمكا من الماء ليطير في الهواء..... اخبرونا ان رجلا كان في سفر ومر بمدينة وهو يتجول في شوارعها سمع صوت امرأة تناغي طفل لها فتعلق قلبه بذلك الصوت... واصبح لايفارق ذلك المكان ..بحث عنها كثيرا لكنه لم يجد لصاحبة الصوت أثرا...حتى قاده عشقه الخرافي هذا الى الجنون ... وقيل انه كتب في حبها عشرات القصائد لايحضرني الآن إلا بيتا واحدا مما قال... وياقومي اذني لبعض الحي عاشقة.. والاذن تعشق قبل العين احيانا..... هكذا تكون النهايات... وهكذا يسدل الستار لقصص لم يكن لها اي ذنب سوى انها كانت بعيدة عن الواقع بعيدة عن العقل... وكانها لوح زجاجي رسمت عليه اجمل صورة... تعرضت لحصاة صغيرة هشمت ما كان عليها.... وقديما قيل.... لاتقع في حب الغرباء لانهم دائما على رحيل..... فهل تؤيد مااقول ام ان لك رأي أخر..؟؟.. بقلمي..... طاب مساؤك....
.. حمدون الفياض.. 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق