الأحد، 12 مايو 2019

خرج ولم يعد بقلم ليلى النصر

خرج ولم يعد

قالوا:::

ارحل   فإن   العدو     غاشم
و اسلم و بناتك من يد الأحقاد

وما  هي  إلا  سويعات   تعود
بعدها  لأرض  الآباء  والجدود

لا  تبتئس  إن  غادرت   ستعود
حتما لأرضك وستشرع الأبواب

هي الحياة كما  تراها تطحننا
و الحر من  يغلق  عليه  الباب

اسرح في دنياك فإنك مسافرٌ
تاركا  خلفك   حقيقةً وسرابا

كل حيّ لهذه الدنيا مفارق ٌ
و  سيؤول  دودا و ترابا
في اللحود

ليكمل دورة في الحياة لغيره
ينبت منه الزرع و رائحة نفاذ

وقصور    على    الأرض   بنيتها
تغدو لغيرك بعد أن توارى التراب

فكن حصيفا يا هذا و اعمل
لآخرتك
و ابن بها قصورا تطاول السحاب

رمضان  خير  الشهور  و أفضلها
فيه ليلة خير من ألف شهر تعداد

احرص  على قيامها   وتعبد  بها
لتصل إلى جنان مشرعة  الأبواب

سنزول من هذه  الدنيا   و نتركها
فلنجعل  الجنات لنا مطلبا ومآب

لننقي  النفس    من      غلوائها
ونزكيها    حتى لا تنال    عذاب

إني أشتاق لمرابع  أرضنا عندما
كنا  نلهو  بها   أطفالا  و شباب

خرج   ولم   يعد    كان  شعارنا 
يومها غلقت في وجوهنا الأبواب

غيثا ببلعا  الجميلة كان و انهمر
و من آعنابها نعد أقداح الشراب

وعلى  أشجارها   طيور  مغردة
والحجل  فيها  والشنار  أسراب

حتى الغزلان كانت مقصد ديرتي
لجمالها  تأتيها  جماعات  وأفراد

ولقد ألمّ الشوق بفؤادي وخاطري
فبكيت و أغرقت دموعي التراب

من أجل القدس  وغزة   وهويتي
أصبحت محاصرا من كل الأبواب

رمضان فات و ها نحن بواحد وسبعين مثله
أحمل مفتاح داري أقول موعد عودتي قد آب

أنتظر عونا من أخوان  لنا لعودتي
لكنهم   غرقوا  في  عسل وشهد

على تخوم الليل قلبي ساهر  يناظر
نجما قد أضاء سماء بلدي والأحباب

ومض أضاء عتم ليلي و عمري شهادة أنال بها جنة و رفقة النبي والأصحاب

يا وطنا  قد  نال  مني  حبه  إليك ترخص  الروح  والمال   والأولاد

بقلمي ليلى النصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق