الخميس، 18 أبريل 2019

ربما لم نلتقي بقلم كامل بشتاوي

.........ربما لم نلتقي
ربما لم نلتقي ولن
وربما يثورُ البحرُ
فيغارُ النهُر من أقرانهِ
ويغادرُ الملحُ بعيداً
وتشتكي الأزهارُ عطشاً
فتنامُ على حدودِ الجداولِ
تبحثُ عن ُرضابَكِ
وأنتِ تبحثين عن ذاكرةٍ
تعيدُ للنهرِ جريانهُ
ليصيرَ دمعاً في المآقي
هكذا تتحولُ الأشياءُ
فكوني أنتِ النهرُ
وكوني مواسمَ الحصادِ
هل نبحثُ عن بعضنا
قبل أن يزهرَ اللوزُ
وبعد أن تغادرَ الطيَورُ
مواسمَ الحقولِ
فربما يفُر البحرُ
إلى شواطئِ المنافي
يحمل بقايا أشلاءٍ متناثرةٍ
غابت ملامحُها
وأضاعت بوصلةَ العبورِ
وربما يصبحُ الملحُ
منفياً هو الأخر
فينامُ على جليدِ الزمنِ
مهاجراً غيرَ مرغوبٍ بهِ
أعمارُنا أضحت فصولاً
تغتالُ بعضها بعضاً
وربما نكونُ بقايا حزنٍ
ينامُ في خيامِ الموتى
أوعلى ناصيةِ الطريقْ
ربما التقينا مع رحيلِ البحرِ
فاعتقلتنا الريحُ
لترمينا عند حدود ِالشمسِ
لتقذفنا مخالبُ الشيطانِ
وتدوُسنا سنابكُ الخيلِ
في حروبِ الأخوةُ الأعداءْ
فتضيعُ الأسماءُ
وتختفي ملامحُ الأشخاصِ
بين شظايا المدافعِ
وضبابِ المكانْ
فنفتدي بعضَنا بالصمتِ
إلى أن يجمعَنا
حضنُ الأرضِ ثانيةً
لتنهشَ لحمنا غربةُ اللقاءْ
فلم يبقى من الربيعِ زهرٌ
فر ابن ُعرسٍ والسنونو
وهاجرتِ الأيائلُ
إلى بلادٍ بلا حدود
بحارنُا فواصلُ النهارِ
وفواصلُ الكلماتِ بركانُ نار
فكيف سنلتقي
وكيفَ سينتهي الحصارْ
وربما لن نلتقي ولن
وربما قد فاتنا القطارْ
كامل بشتاوي18/4/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق